أوجه الاتفاق والاختلاف بين الزكاة والضرائب

اقرأ في هذا المقال


يترتّب على الأفراد في المجتمعات الإسلامية بعض النفقات، التي تعود لبيت مال المسلمين (المال العام) في الدولة، وتُصرف لمصارف محدّدة، سواء لفئات معيّنة، أو لتغطية الحاجيات العامّة في الدولة، منها الزكاة والصدقات، ومنها ما يُسمّى بالضرائب، وفي هذا المقال سنتعرّف على أوجه الاتّفاق والاختلاف بين الزكاة والضرائب.

أوجه الاتفاق بين الضريبة والزكاة:

تتفّق الزكاة والضرائب في بعض الأمور، منها:

  • يجب على المسلم الالتزام بدفع كل من الضرائب والزكاة، فالزكاة فريضة فرضها الله تعالى حقاً للفقراء والمساكين، والضريبة من النفقات التي تلزم الدولة لتغطية ما تحتاجه من نفقات عامّة في مصلحة الجميع.
  • يتم دفع الضريبة إلى السلطات العامة في الدولة، وكذلك السُّعاة الذين يقومون بجباية أموال الزكاة، يُعيدونها لجهات عامة في الدولة تتخصص بهذا المجال، ويُمكن دفع بعض أموال الزكاة للأفراد بشكل مباشر.
  • لا منفعة مادّية تعود على المسلم مقابل دفع الزكاة الضريبة، فالزكاة عبادة ومنفعتها في الأجر والثواب، ورضا الله تعالى، أمّا الضرائب فمنفعتها تقتصر على مصلحة الجماعة في الدولة.
  • تُسهم كل من الزكاة والضريبة في تحقيق بعض الأهداف الاقتصادية والاجتماعية في الدولة، مع التفاوت في ذلك، حيث تُؤثّر الزكاة في تحقيق تلك الأهداف، بشكل أكبر مما تؤُثّر فيه الضرائب، وهذا بسبب تعدد المصارف المستحقة لأموال الزكاة.

أوجه الاختلاف بين الضريبة والزكاة:

هناك بعض الأمور التي من خلالها نستطيع أن نجد فرقاً بين الزكاة والضرائب، منها:

  • الزكاة فريضة من الله تعالى، وهي تشريع سماوي لا علاقة للبشر به، أمّا الضريبة فهي نفقات عامّة في الدولة وضعها البشر.
  • الزكاة هي عبادة مالية فرضها الله تعالى على عباده، أمّا الضريبة فهي فريضة مالية فرضها البشر أصحاب السلطات في الدولة.
  • يتم جباية أموال الضرائب من قبل الدولة، عن طريق موظّفين في الجهات العامّة، أمّا أموال الزكاة فيتم جباية جزء منها لصالح الجهات العامّة في الدول، وتخصيص جزء آخر لدفعه في المصارف الشرعية الأخرى للزكاة.
  • يتلقّى الممتنع عن دفع الزكاة عقوبته في الدنيا والآخرة، أمّا مَن يمتنع عن دفع الضرائب فتقتصر عقوبته على العقوبة الدنيوية فقط.
  • الزكاة فريضة تمّ تحديد وعائها ونصابها، والمقادير التي يجب إخراجها، من حُكم الشارع، أمّا الضريبة فأحكامها تتحدّد باجتهاد البشر.
  • من صفات الزكاة أنها ثابتة ودائمة، أمّا الضريبة فهي فرائض مالية دنيوية قابلة للتغيير، ويُمكن إلغاؤها.
  • تجب الزكاة فقط في الأموال النامية، وتجب الضرائب في الأموال سواء كانت نامية أو غير نامية.
  • الزكاة هي فريضة مالية تجب على الأغنياء والميسورين فقط، أمّ الضريبة فتجب على كلّ فرد مقيم في الدولة، مهما كانت حالته المادّية.
  • يتم إخراج الزكاة على من الأعيان، أو الخارج من الأرض وكذلك الأنعام، وعروض التجارة والنقود، لكن تقتصر الضريبة على الدفع النقدي فقط.
  • حدّد الشارع مصارف الزكاة، ولا يجوز إنفاق أموال الزكاة إلّا في المصارف المشروعة، بينما يتم إنفاق أموال الضريبة في متطلبات الدولة وحاجاتها العامة.

شارك المقالة: