ما حدثنا به القرآن الكريم عن غزوة بدر:
لقد تحدث القرآن الكريم عن غزوة بدر، حيث وجدت فيه أهم الأحداث التي قد جرت في معركة بدر، فقد انزل الله عز وجل في غزوة بدر سورة الأنفال بأكملها، وهي سورة عددها خمس وسبعون آية.
قال ابن إسحاق: “فلما قضي أمر بدر انزل الله تعالى فيه من القرآن ( الأنفال) بأسرها “.
وأول ما حدث عنه كتاب الله عز وجل القرآن الكريم اختلاف عسكر الذين شاركوا في بدر من المسلمين حول الغنائم والأسلاب، فقال الله سبحانه وتعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”…..سورة الأنفال.
وقد نزلت هذه الآية وكان بمثابة قرار حاسم وذلك لحل الخلاف بين الجند حول الغنائم التي قد حصلوا عليها، إذ جعل الله أمر الغنائم عائداً إلى القائد الأعلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى جيش المسلمين وجندهم أن يطيعوا أمره.
وقد قسم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الغنائم المأخوذة بعد معركة بدر بين الجيش على السواء، فكان عبادة بن الصامت يقول: “إذا سئل عن سورة الأنفال فينا معشر اهل بدر نزلت حين اختلفنا في النفل يوم بدر، فانتزعه الله من بين أيدينا حين ساءت فيه أخلاقنا، فرده على نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقسمه فيما بيننا على بواء (يقال على السواء)، وكان في ذلك تقوى الله عز وجل وطاعة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وصلاح ذات البين”.
كذلك وقد أشار كتاب الله القرآن الكريم إلى خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة لملاقاة عير قريش وجيشهم، وحرض جيش المسلمين على الاستيلاء على قافلة عدوهم، وكراهة البعض ملاقاة قريش، فقال الله تعالى: “كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ”……سورة الأنفال.
وقد ذكر القرآن الكريم أيضاً دعاء قريش وما استفتح أبي جهل قبل البدئ بالقتال في المعركة والذي قال فيه: “اللهم اقطعنا للرحم و آتنا بما لا نعرف، فاحنه الغداة ( أي اجعل حدوثه غدا )”. فقال الله سبحانه وتعالى :“إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)”……سورة الأنفال.
أي إن تستفتحوا فقد جاءکم الفتح، وإن تنتهوا (أي بعدما أصابكم في غزوة بدر ) فهو خير لكم، وإن تعودوا نعد ( أي نوقع بكم مثلما أوقعنا بكم في بدر ) ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين.