بيّن الإسلام مصارف الزكاة في القرآن الكريم، وحدّد الأصناف المستحقة للزكاة، موضّحاً الهدف الذي خصص من ورائه حصة من أموال الزكاة لكل صنف، وعليه سنتعرّف في هذا المقال على حكم إعطاء الكافر الذي يُرجى دخوله في الإسلام من أموال الزكاة.
حكم إعطاء الزكاة للكافر الذي يُرجى دخوله في الإسلام:
أجاز الإسلام إعطاء الكافر الذي يُرجى دخوله في الإسلام من أموال الزكاة، لتأليف قلبه للإسلام وإحيائه به، فقد ذكر الله تعالى المؤلّفة قلوبهم، خلال ذكر الأصناف المستحقة للزكاة، وجعل لهم نصيب منها، لتقوية أواصر محبتهم للإسلام وتعلّق قلوبهم به، فقال تعالى:” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” سورة التوبة آية 60.
لكن ما الذي يجعلنا نستدلُّ على وجود أُلفة في قلب الكافر الذي يُعطى من أموال الزكاة للإسلام؟ فهذا ما يُشترط وجوده عند تخصيص حصة من أموال الزكاة لمثل هذه الفئة، لذلك يجب التـأكّد من أنّ الكافر لديه رغبة في الاختلاط بالمسلمين والتعرّف على دينهم، وأنّ قلبه خالٍ من أي عداوة أو ضغينة على المسلمين، أو على الدين الإسلامي.
ويجوز اعتبار مَن نضمن تقوية إيمانه وزيادة ثباته على الدين الإسلامي، من فئة المؤلّفة قلوبهم وتخصيص حصة له من أموال الزكاة، ومنهم مَن هو حديث الدخول في الإسلام، لترغيب أقربائه في دخول الإسلام، وتُخصّص حصة لمَن ضعُفت صلاته، وتوقّف عن إخراج الزكاة ويُفرّط في صيامه.
واعتبر الإسلام إعطاء حصة من أموال الزكاة لمن هم من غير المسلمين، بهدف إبعاد ما يحملونه من أذى وعداوة عن المسلمين، من فئة المؤلّفة قلوبهم، للمحافظة على حرية المسلمين في ممارسة عباداتهم وحفظ أعراضهم وأموالهم.
أمّا عن المقدار الذي يُخصص لفئة المؤلّفة قلوبهم من أموال الزكاة، فهو المقدار المناسب لتحقيق الهدف من تخصيصه للفئة المستحقة، أيّ يُعطى من مال الزكاة ما يُحقق الغاية المقصودة، ثمّ يتوقّف هذا العطاء بتحقق المقصود.
فالله تعالى حكيم بأوامره، ورؤوف بعباده، لذلك جعل من كلّ حكم أنزله على الأرض من أحكام الإسلام، هدف مقصود لمنفعة عباده المسلمين، وحفظ دينهم، وترغيب مَن يعرف الإسلام بالدخول فيه، فهذا هو دين المحبة والسلام، الذي هدانا إليه ربّ رحيم حكيم.