من هم قوم عاد وثمود؟

اقرأ في هذا المقال


قوم عاد وثمود:

إن الفرق بين كل من قوم عاد عليه السلام، وبين ثمود عليه السلام في عدة أمور وهي ما يلي:

  • من حيث نسب كل قومٍ منهما:
    إن قوم عاد كما أخبرت كتب التاريخ فقد ذكر ابن الأثير نسب عاد، هو: عاد بن عُوض بن إرم بن سام بن نوح، وهو عادٍ الأولى، فقد كانوا أهلَ أوثانٍ ثلاثةٍ يُقال لأحدِها ضُرّاً وللآخر ضمورٌ، وللثالثِ الهبا. ويُقال أنهُم العرب العاربة. قال الطبري عن نسب ثمود: هي قبيلة ثمود نُسبت إلى جدهم الأكبر ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام. ونلاحظ أن القومين يلتقي نسبهم في جدهم الأكبر نوح عليه السلام حسب ما أفادت الرواية التاريخية، ومن هنا نجد أن نسب النبيين وقومهما يلتقيان في نسب جدهم الأكبر نوح عليه السلام، وأن الله قد نسب كل قوم إلى جدهم الأول مثل عاد وثمود.
  • الزمن:
    ذكر في القرآن الكريم أن قوم عاد كانوا في زمنٍ سابق لزمنِ ثمود ويدل على ذلك قول الله تعالى: “أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” التوبة:70. فهنا تبين لنا الأسبقية الزمنية لقوم عاد وأن قوم ثمود هم بعدهم في الترتيب الزمني.
  • السكن والموطن:
    كانت عاد قوم نبي الله هوداً عليه السلام، تسكن منطقة الأحقاف، ويدل على ذلك قوله تعالى: “وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ” الأحقاف:21. لقد تحدث الرازي في تفسيره قوله تعالى: “بالأحقاف” قال ابن عباس: هو وادٍ بين عمان ومهرة وكان يسكنه قوم عاد.
    وذكر البيضاوي في تفسيره “بالأحقاف” وكان قوم عاد يسكنون بين رمال مشرفة على البحر بالشجر من اليمن. أما مسكن قوم نبي الله صالح قوم ثمود فقد سكنوا منطقة الحجر كما بين ذلك الله تعالى: “وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ” الحجر:80.
  • الحضارة: إن قوم عاد بَرعوا في بناء المصانع وبناء القصور، وتشييدها يدل على ذلك: “أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَوَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ” الشعراء: 128-129. قال ابن عطية: “المصانع” جمع مصنع وهو ما صنع وأتقن في بنائه في قصر مشيد وغير ذلك. وقال قتادة هي مآخذ للماءِ.
    وذكر البقاعي في تفسيره: أي قوم عاد أصحاب البناء العالي الثابت بالأعمدة التي لم يكن في هذه البلاد مثلها، والتي لم يستطع أو يقدر أحدٌ في ذلك الوقت على بناء مثل بناء تلك المدينة ومرافقها وثمارها، وتفجير أنهارها وتقسيم المياه فيها، وطيب وخصب أرضها وحسن أطيارها، وما وجد فيها من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ولم يخلق الله مثل أهلها الذين بنوها في قوة أجسادهم وعظيم شأنهم.
    ونلاحظ أن قوم عاد قد برعوا في تشييد القصور، وي البناء العالي، وقد كانت أجسادهم قوية، ولم يخلق مثلها في تلك الفترة، فقد شيدوا القصور فوق الجبال، وهذا لم يقدر عليه أحدٌ غيرهم، واتخذوا مآخذ للماء، وهي المصانع على قول بعض المفسرين يسقون بها زروعهم وأرضهم.
    أما قوم ثمود فهم أهل حضارةٍ وتقدم سياسي وعمراني، واستقرار في حياتهم المعيشيةِ فمن الله عليهم بهذه النعم الكثيرة، وقد كانوا خلفاء قوم عاد في الحضارة. فقال تعالى: “وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ” الأعراف:74.
    وقال ابن كثير في تفسيره من الآية التالية: “وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ” أي تتخذون في الجبال التي هي صخور بيوتاً تسكنون فيها، وقد كان لقوتهم وصلابة أبدانهم ينحتون الجبال فيتخذون فيه كهوفاً يسكنون فيها؛ لأن الأبنية والسقوف كانت تفنى قبل فناء أعمارهم.
  • من حيث جنسية القَومين:
    لقد سكن القومان في شبه الجزيرة العربية، فقوم عاد سكنوا منطقة الأحقاف، وهي المنطقة الواقعة بين عمان إلى حضرموت واليمن، وقوم ثمود سكنوا منطقة الحجر، وهي المنطقة الواقعة بين الشام والحجاز، ولعلّ سكان هذه المناطق هم من العرب وأنّ القومينِ هم عرب والله أعلم. فقال محمد الأمين الشافعي: “فأمّا ثمودٌ” الحاقة :5. أي كانوا عرباً، منازلهم بالحجر بين الشام والحجاز يراها حجاج الشام ذهاباً وإياباً.
    ويرى البعض أن قوم عاد وقوم ثمود من العرب الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية، وأن الله أرسل إليهم نبيه هوداً ونبيهُ صالحاً عليهم السلام، وهُما العرب ويدل على هذا قول الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” ابراهيم:4.

شارك المقالة: