ما هو حكم هجر المرأة في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


حكم هجر المرأة في الإسلام:

الهجر في اللغة: إنّ الهجر هو ضدُ الوصل، وهو الترك والبُعد والتقاطع وهو ما يكون بين المسلمين من عتابٍ موجود أو تقصيرٍ يقعُ في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان في جانب الدين الإسلامي.

وفي الإصطلاح: وهو تركُ ما يلزم تعهدهُ ومفارقة الإنسان غيره والإبتعاد عنه، وعدم الإتصال معه. وقال ابن حجر عن موضوع الهجر: بأنّه ترك الشخص مكالمةالآخر إذا تلاقيا.

فالعلاقةُ بين المصطلح اللغوي للهجر والمصطلح الشرعي هو أن كلاً منهما يعني البُعد والتقاطع وعدم التواصل بين المتهاجرين، وأنّه يبتعدُ كل واحدٍ منهم عن الآخر. وقد ذكر الهجرُ في القرآن الكريم على عدة أشكال منها: هو تحويلُ الوجه في الفراش عن الزوجة، مثلهُ قوله تعالى: “واهجروهنّ في المضاجعِ” النساء:34.

ويأتي الهجرُ أيضاً على شكل الانفراد والعزلة أو الترك والإعراض، كقول الله تعالى: “وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا” المزمل:10.

لا يحقُ للزوجة المؤمنة الصالحه أن تهجر مكان زوجها وأن تنام في غير مخدع الزوجية بغير رضا الزوج، فإن عملت مثل هذا الأمر بغير حقٍ فقد ارتكبت إثماً محرماً، ويغضب الله تعالى عليها وتعتبر أنها مرتكبةً للحرام، فعن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ. متفق عليه.

أمّا إذا كان الهجر لحقٍ معين، فإنّها لا تُلام على ما تفعلهُ كما لو حرمها من نفقتها الواجبة عليه أو ابتدأها الزوج بالهجر، فقال الحافظ ابن حجر: ولا يتحهُ عليها اللوم إلّا إذا بدأت هي بالهجر فغضب هو لذلك، أو هجرها وهي ظالمةٌ، فلم تستنصلُ من ذنبها وهجرته، أمّا لو بدأ هو بهجرها ظالماً لها، فلا.

أمّا رأي ابن عثيمين قال أنه يجب علينا أن نوصي الزوجين بالتقرب لبعضهما والتودد والتغاضي عن الزلل.  والمبادرة إلى الصلح، والتفاهم، فإن الهجر في المضجع يزيد ‏من الشقاق، وليس سبيلًا لحل المشاكل بين الزوجين، ومن مكارم أخلاق المرأة الصالحة أن تأخذ بزمام المبادرة ‏لمصالحة الزوج ـ ولو كان ظالمًا لها.

فعن عبدِ اللَّه بنِ عبَّاس رضي الله عنهما قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى ‏اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ الْوَدُودُ، الْوَلُودُ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ، ‏جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ثُمَّ تَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى”. رواه الطبراني، وحسنّه الألباني.‏

ومن الواجب على الزّوج أن يُعاشر زوجته بالمعروف، قال الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” النساء: 19.

وقال سبحانه وتعالى: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” البقرة: 228.

لا يصحُ للرجل أن يهجرَ زوجتة مدّةً طويلة، إلّا إذا كانت ناشزاً وعاصيةً لأوامر زوجها، فيحقُ له في تلك الحالِ أن يهجرها حينئذٍ حتى تتوب وترجع عن فعلها، وذلك لقوله تعالى: “وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” النساء:34.


شارك المقالة: