ما هو عقاب تارك الصلاة؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف الصلاة:

معنى الصلاة في اللغة: هي الدعاء بالخير، قال تعالى: “وصلِّ عليهم” أي ادع لهم، وأنزل رحمتك عليهم.

الصلاة في اصطلاح الفقهاء:
وهي عبارة عن أقوالٍ وأفعال مفتتحةً بالتكبير، ومختتمةً بالتسليم، ويكون ذلك بشرائط مخصوصة، وهذا التعريف يشمل كل صلاة مفتتحة بتكبيرة الإحرام، ومختتمة بالاسلام، ويخرجُ عنه سجود التلاوة التي تكون سجدة واحدة عند سماع آية من القرآن المشتملة على ما يترتب عليه ذلك السجود من غير تكبير.

عقاب تارك الصلاة:


لقد شرع الله الصلاة، وجعلها منارٌ للمسلمين والإسلام، وسميت بعمود الدين، قال النبي عليه الصلاة والسلام: “رأسُ الأمر الإسلامُ وعمودهُ الصلاة، وذروةُ سنامهِ الجهادُ في سبيل الله”.
فالصلاةُ هي أو ما أوجبهُ الله من العبادات، وفرضت ليلة المعراج، وقد خاطب الله رسولهُ بها مباشرةً وبدون واسطةً؛ وذلك لأهميتها وعظيم قدرها عند الله عزّ وجل لذا فقد شدّد في النكير على تاركها وأوصلّهم إلى درجة الكفر والضلال، فمن ابتعد عن الصلاة فقد ابتعد عن الإسلام وأغضب خالقهُ وخالف أمر دينه وأورد نفسه موارد الهلاك، وأهبط هذا الصنيع عملهُ؛ وذلك لأنه مخالفٌ لصريح آيات الله البينات في الصلاة، والمخالف في حكم المنكر فلو اعترف بها لعملَ بمضمونها وأطاع هذه الأوامر السماوية. فقال تعالى: “وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلفاً من الليل إنّ إنّ الحسناتِ يُذهبنّ السيئاتِ ذلك ذكرى للذاكرين” هود:114.
ومن السنة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بين الرجل وبين الكفر تركُ الصلاةُ”.
وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد وغيرهُ عن بريدة رضي الله عنه قال: قال سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر”.
وورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: “من حافظ عليها كانت له نوراً، وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يُحافظ عليها لم يكن له نوراً ولا برهانٌ ولا نجاةٌ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون، وأُبيّ ابن خلف” رواه الإمام أحمد.
وفي غضونِ الأحاديث الشريفة ونص الأوامر التي سبقتها في الآيات الكريمة، يتبينُ عِظم جرم تارك الصلاة وتتبين منزلتهُ ومكانته في الدنيا والآخرة، ولهذه الأحاديث وغيرها ولِعِظم الصلاة في الإسلام فقد ذهب قسمٌ من الصحابة الكرام إلى تكفير كل من ترك الصلاة وتابعهم كثيرٌ من العلماء في هذا الأمر. على أن هناك البعض من العلماء ذهب إلى فسق تارك الصلاة عمداً من غير جحودٍ لفريضتها، فأوجب تعزيز تارك الصلاة وحبسه إلى أن يُصلّي، حتى لا يكون قدوةً سيئةً للناس.
لقد حكمت الشريعة الإسلامية على من انتسب إلى الإسلام ولم يحقق صدق انتسابه إليه بالقيام بأهم ركنٍ من أركانه وأجلّ فريضة من فرائضهُ وليس بغريب أن نسمع الحكم عليه بالكفر أو الفسق، ونحن نقرأ القرآن الكريم ونراه يسمي تارك الصلاة مجرماً، ويسلكهُ في عداد المُجرمين الهابطين إلى الجحيم.
فقال تعالى: “أفنجعلُ المُسلمين كالمجرمين- ما لكم كيف تحكمون” القلم:35-36. وها هو القرآن نفسهُ يُفسر ويصفُ المجرم الذي يُقابلُ المسلم بقوله تعالى: “كلُّ نفسٍ بِما كسبت رهينةٌ- إلّا أصحاب اليمين في جناتٍ يتساءلون- عن المجرمين ما سلككم في سقر- قالوا لم نكُ من المُصلين ولم نكُ نُطعم المسكين- وكنّا نخوضُ مع الخائضين- وكنا نكُذب بيوم الدين- حتى آتانا اليقينُ- فما تنفعُهم شفاعةُ الشافعين” المدثر:38-48.
فتركُ الصلاةِ إذن يوجب السلوك في سقر التي لا تُبقي ولا تذر، والتي هي أيضاً لواحةً للبشر، جزاءاً وفاقاً، ولا يظلم ربك أحد. فالذي يهدم عامود دينهِ ويعصي أمر ربه وخرجَ على تعاليم نبيهِ الذي ارتضاهُ هادياً وبشيراً، وسمع آيات الله الزاجرات ووعاها، ثم بعد ذلك أصرّ على العِناد والعصيان، واستكبر عن عبادة ربه، فليس، فليس بكثيرٍ عليه هذا الحكم ولو حاسب نفسه حِساباً يسيراً، لأيقن بأنهُ بترك الصلاة خرج من حظيرة الإسلام، وليس له حق الاعتراض على هذا الحكم العادل، بعد أن سَمِع وصفه في القرآن الكريم.
وحينما يقرأُ المسلم هذا الحديث الشريف الذي يروي عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “عُرى الإسلام، وقواعدُ الدّين ثلاثة عليهنّ أسس الإسلام، من تركَ واحدةً منهنّ فهو بها كافرٌ حلالُ الدم “شهادة أنّ لا إله إلا الله والصلاةُ المكتوبةُ وصوم رمضان” رواه أبو يعلى بإسناده الصحيح.


شارك المقالة: