ما هو يوم عرفة؟

اقرأ في هذا المقال


يوم عرفة:

يكون يوم عرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة، ويُعتبر هذا اليوم من أفضل الأيام عند المسلمين، فهو يأتي ضمن الأيام العشرة الفضيلة من ذي الحجة، حيث يقف الحجَّاج في هذا اليوم على جبل عرفة الذي يُعدُّ أهمّ أركان الحجِّ، وعرفة يقع على الطريق الرابط بين مكة والطائف.
ويقعُ جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرَّابط بينها، وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بُعدِ عشر كم من مشعرِ منى، و6 كم من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم المكي.

كيف يبدأ الحاج بيوم عرفة؟

مع شروقِ شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرجُ الحاجُّ من مِنى متوجّهاً إلى عرفة للوقوف بها.
فالوقوف بجبل عرفة يتحقَّقُ بتواجود الحاج في أي جزءٍ من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاجُّ داخل حدود عرفة المُحدَّد في هذا اليوم فقد فسدَ حَجّه. ويُعدُّ الوقوف بعرفة من أركان الحجّ.
وذلك لقول النبيّ ــ صلّى الله عليه وسلم ــ:“الحجُ عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمعٍ فقد تمّ حجه” رواه البخاري.
وقد وردت بعضُ الأحاديث النبوية التي تتحدَّث عن فضلِ هذا اليوم ومنها:”مارواه أبو هريرة عن النبي محمد ــ صلّى الله عليه وسلم ــ أنه قال:”إنّ الله يُباهي بأهل عرفاتِ أهلُ السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاؤوني شُعثاً غُبراً”رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.
روت عائشة رضي الله عنها، عن النبيّ محمداً ــ صلّى الله عليه وسلم ــ أنَّه قال:“ما من يومٍ أكثرُ من أنّ يُعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنَّه ليدنو يتجلى، ثُم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أرادُ هؤلاء؟ أشهدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم” رواه مسلم صحيح.

متى يكون وقت الوقوف بعرفة؟

يكون وقت الوقوف بعرفة من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي الذي هو أول أيام عيد الأضحى، ويُصلّي الحاجُّ في عرفة صلاتي الظهر والعصر جمع تقديمٍ بأذانٍ واحد وإقامتين، ويُستحب للحاجِّ في يوم عرفة أن يُكثر من الدعاء والتلبية، وذلك لقول النبيّ ــ صلّى الله عليه وسلم ــ:”خيرُ الدعاءِ دعاءُ يوم عرفة، وخيرُ ماقُلتُ أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له لهُ الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير” رواه أحمد، ومتفق عليهِ.

ويبقى الحُجَّاج يسبِّحون ويذكرون الله في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمسُ ينفرُ الحُجَّاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها.
وبعد ذلك يصلّي بها الحاجُّ صلاتي المغرب والعشاء جمعُ تأخير، أي أن يؤخّر صلاة المغرب حتى دخول العشاء، ويُستحبُّ للحاجّ الإكثار من الدعاءِ والأذكار، ويجمعُ الحاجُ الحصى، ثم يقضي ليلتهُ في مزدلفة حتى يُصلي الفجر، وبعد ذلك يتوجَّه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكُبرى.

لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم:

يوم عرفة: هو يوم الوقوف به على جبل عرفة أو “عرفات” في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. قال النيسابوري:”عرفاتُ جمع عرفة”. وقال الطبرسي:”عرفاتُ اسمٌ للبُقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، وهناك عدة أقوالٍ لتسمية عرفة بهذا الاسم، فقد قيلَ بأنَّها سُميت بذلك الاسم، لأنّ آدم تعرّفَ على حواء فيها، وقيل لأنّ جبريل عليه السلام عرف إبراهيم فيها المناسك، وقيل أيضاً لتعارف الناس فيها بعضهم على بعض.
الروايتين الأكثر تأكيداً هما:
1. إنّ أبو البشر آدم التقى مع حواءِ وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان، ولهذا سُميّ عرفة.
2. إنّ جبريل طاف بالنّبي إبراهيم عليهِ السلام، فكان يُريد مشاهدة ومناسك الحجِ فيقول له: أعرفتَ أعرفتَ؟ فيقول إبراهيم:عرفتُ عرفتُ. ولهذا سُمّيت عرفة.

ماحكم صيام يوم عرفة للحاج ولغير الحاج”؟

صيام يوم عرفة لغير الحاج هو سنة مؤكدة، فقد سُئلَ رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ عن صوم يوم عرفة فقال: “أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”. وفي رواية: يكفر السنة الماضية والباقية.
فالحاجّ لا يُسنُّ لهُ أن يصوم يوم عرفة؛ لأنَّ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لم يكن صائماً يوم عرفة في حجة الوداع.
عن ميمونة رضي الله عنها أن الناس شكُّوا في صيام النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يوم عرفة فأرسلت إليه بِحِلابٍ وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون”.صحيح البخاري.


شارك المقالة: