ما هي ألفاظ القنوت في الوتر التي لها أصل في الشرع؟

اقرأ في هذا المقال


ألفاظ القنوت في الوتر التي لها أصل في الشرع:

لقد اتفق عامة القائلين بمشروعية القنوت في الوتر: على مشروعية القنوت في الوتر بكل دعاء، وإن لم يكن من ألفاظ القنوت الواردة في السنة أو عن السلف، إذا كان من الأدعية العامة التي لها أصل في القرآن والسنة أو عن السلف، أو كان من الدعاء بحاجة من الحاجات الخاصة التي لا محذور فيها، ما لم يتقصّد التعبد بأعيان تلك الألفاظ، وذلك لعموم الأدلة على شرعية الدعاء، كقول الله تعالى: “وقالَ ربّكمُ ادعُوني استجِب لكُم” غافر:60. وقوله: “ادعُوا رَبّكم تَضَرّعاً وخُفيهً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتدينَ” الأعراف:55.

ولما جاء عن عائشة، أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إنّما قنتُ بكم لتدعوا ربكم وتسألوه وحوائجكم” وقال سفيان الثوري: “ليس فيه القنوت شيء مؤقت. وقال الإمام أحمد: لا بأس أن يدعو الرجل في الوتر لحاجته” وقال: يدعو بما شاء.

وقال النووي: وأعلم أن القنوت لا يتعين فيه دعاء، إلّا أنه ينبغي: أن يختار من ألفاظ الدعاء أجمعها، ويدع ما سوى ذلك؛ كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل وأن يتجنب السجع والتكلف وأن لا يجمع بين لفظينِ متفقي المعنى، لا بل يأتي بكلِ لفظٍ على حِده.

ألفاظ القنوت في الوتر التي لا أصل لها في الشرع:

إنّ ما لا له في الشرع من ألفاظ القُنوت في الوتر: لا يُشرع القنوت به في الوتر؛ لأن القنوت دعاء والدعاء عبادة، والعبادة لا تصحُ إلا أن تكون موافقة للشرع، فقال تعالى: “ادعُوا ربّكُم تَضَرُّعاً وخُفيَةً إنّهُ لا يُحبُّ المُعتدِين” الأعراف:55. وقال عليه الصلاة والسلام: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ” أخرجه مسلم.

ولذلك قال أهلُ العلم: إن الأصل في الدعاء التحريم، إلا ما دلّ الدليل على جوازه. وما لا أصل له في الشرع: يتناول الاعتداء في الألفاظ والاعتداء في المعاني أيضاً، كما يشملُ الدعاءُ بالإثم وقطعية الرحم. فقال عليه الصلاة والسلام: “ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلمٍ يدعو الله بدعوةٍ إلا آتاه الله إياها أو كف عنهُ من السوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعةِ رحم” أخرجه الترمذي. والتعبدُ بذكر ألفاظٍ في القنوت لم ترد في السنة، وتُقصد السجع فيه إلى غير ذلك من المناهي المتعلقةُ به.

القنوت في الوتر بدعاء ختم القرآن الكريم:

يُشرع القنوت في الوتر بدعاء ختم القرآن الكريم، فقال الإمام أحمد: إذا فرغت من قراءتك فقل: “قل أعوذُ بربّ الناس” فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع. وقال الإمام حنبل: إلى أي شيءٍ تذهبُ في هذا، قال: رأيتُ أهل مكة يفعلونهُ، وكان سُفيان بن عيينة يفعلهُ معهم بمكة.

وقال للفضلُ بن زياد: إذا فرغت من آخر القرآن، فارفع يديك قبل أن  تركع وادعُ بنا نحنُ في الصلاة وأطل القيام، قلتُ: بم أدعو، قال: بما شئت، قال ففعلتُ كما أمرني وهو خلفي يدعو قائماً ويرفعُ يديهِ.


شارك المقالة: