ليتمكن القارئ من إحكام تلاوته لآيات القرآن الكريم، دون لحن أو خطأ، عليه بدراسة أحكام التلاوة والتجويد بكل ما تتضمن من تفاصيل، ومن تلك التفاصيل أحكام الوقف، فالوقف خلال التلاوة لا يكون عشوائياً، ولا يكون تابعاً لأهواء القارئ واختياره، وإنما هناك أحكام للوقف يجب على القارئ معرفتها، ويمكن له تعلم أحكام الوقف من خلال التعرف على أنواع الوقف ثم حكم كل منها، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
أوجه دراسة الوقف في علم التلاوة والتجويد
يقوم القارئ بدراسة الوقف من جانبين، ليتمكن من التعرف على أنواعه وإحصاء ضوابطه وأحكامه، للتقيّد بها أثناء التلاوة، وهذان الجانبان هما:
- أن يدرس القارئ أحكام الوقف ليكون قادراً على التمييز بين المواضع التي يجوز فيها الوقف والمواضع التي لا يجوز فيها الوقف، ويتضمن هذا الجانب التعرف على عدة أنواع من والوقف وهي: الوقف الاضطراري، والوقف الانتظاري، والوقف الاختباري، والوقف الاختياري، والذي يحوي كل من الوقف الجائز، والوقف القبيح.
- إتقان كيفية الوقف الصحيح، حسب قواعد اللغة العربية، وقواعد التلاوة والتجويد، والتي تعتمد على عدم جواز الوقف على الحرف المتحرك، وعدم جواز الابتداء بالحرف الساكن، وتتضمن كيفيات الوقف ثلاث طرق، وهي: الوقف بالسكون المحض، والوقف بالروم، والوقف بالإشمام.
أنواع الوقف
الوقف الاختياري
وهو الوقف الذي يرتبط باختيار القارئ؛ حيث يقف في موضع معين دون أن يعترض سبباً من أسباب الوقف، ويتبع هذا النوع من الوقف حكم الجواز وعدم الجواز، أي لا يجوز للقارئ أن يقف في أي موضع خلال التلاوة، فهناك مواضع يجوز فيها أن يختار الوقف أو الوصل، وهناك مواضع أخرى لا يجوز له الوقف عليها نهائياً، ويعود ذلك لأسباب تتعلق بإتمام معنى الآيات الكريمة، أو لأسباب تتعلق بأحكام أخرى في التلاوة.
الوقف الاضطراري
وهو الوقف الذي يضطر إليه القارئ دون اختياره؛ حيث يعترضه سبباً يُجبره على الوقف، كالنسيان، أو العطاس أو السعال، أو توقف النفس في بعض الحالات، ورغم هذا النوع من الوقف جائز على الإطلاق، إلا أنه على القارئ أن يحاول الوقف على الكلمة المناسبة بقدر الإمكان، وأن يكون الوقف على طريقة الوقف الصحيح، وحسب قواعد الوقف على وشروطه التي درسها.
ومن الأحكام التي تعلقت بهذا النوع من الوقف أن يبدأ القارئ بالكلمة التي تلي الكلمة الموقوف عليها إن رأى ذلك مناسباً، أو يعود بكلمة أو كلمتين للخلف حتى يتصل معنى الآية.
الوقف الانتظاري
ويجوز هذا النوع من الوقف فقط عند التعليم، لمن يدرس تلاوة القرآن باكثر من رواية، حيث يقف عند الكلمة التي تُقرا بأكثر من رواية، لسماع باقي أوجه القراءة فيها، ثمّ يستمر بالقراءة كما بدأ.
الوقف الاختباري
وهو الوقف الذي يطلبه المقرئ من القارئ أثناء التلاوة؛ للامتحان والاختبار، وضمان جودة التلاوة، أو تعليمه كيفيه الوقف عند الحاجة لذلك، وهذا الوقف جائز عند علماء التجويد فيما لا يُؤثر باتصال اللفظ ودلالة الآيات.