من أهم ما يتميّز به نظام المعاملات المالية الإسلامية المرونة، ومتابعة حاجات الناس ومتطلبات حياتهم، فهو نظام يراعي ظروف الناس في كل مكان وزمان، لذلك كان لابدّ من وجود عقود ومعاملات مالية تتناسب مع ظروف أفراد المجتمع وأحوالهم في كل وقت، وبالفعل كان هناك الكثير من العقود والمعاملات، التي كانت سبب في تيسير أمور الناس وتسهيل معاملاتهم، ومنها بيوع الاستحسان، فما معنى الاستحسان؟ وما معنى بيوع الاستحسان؟ وما أنواع بيوع الاستحسان؟ هذا محور حديثنا في هذا المقال بإذن الله تعالى.
معنى الاستحسان:
الاستحسان هو دليل من أدلة التشريع الإسلامي، ويعني الاستغناء عن قياس ظاهر مقابل قياس غير ظاهر، لحاجة تقتضي هذا الاستغناء، ويمكن القول في معنى الاستحسان أنه استثناء مسألة جزئية من قاعدة عامة أو كلية، والحاجة هي التي تدعي لذلك الاستغناء، أي إباحة ما هو على غير القياس بسبب حاجة الناس إليه.
معنى بيوع الاستحسان:
بيوع الاستحسان هي شُرع التعامل بها على خلاف القياس الشرعي، والقواعد الكلية التي تنظم البيوع، لتحقيق مصالح الناس وتلبية متطلباتهم واحاجاتهم، ودفع الحرج عنهم، وتسهيل التعامل في المعاملات المالية المستجدة والمعاصرة فيما يتعلّق بحاجات الناس السائدة.
أنواع بيوع الاستحسان:
ومن أهم بيوع الاستحسان بيع الاستصناع وبيع السلم، وفيما يلي تعريف كل واحد منها وسبب استثنائها:
- بيع الاستصناع: هو عقد بيع ينشئه طرفي العقد على سلعة غير حاضرة، وتبقى ديناً على البائع، بشرط العمل على تجهيزها للمشتري. ويتم اللجوء إلى مثل هذا العقد عند عدم وجود السلعة التي يحتاجها المشتري في البضاعة المعروضة عند البائع، فيُحدد له نوع السلعة التي يُريد ومواصفاتها، ويسلّمه المن مقابل مباشرة العمل على تجهيز السلعة المطلوبة، أي يبقى المبيع في ذمة البائع ويقبض ثمنه مقابل اشتراط البدء في العمل عليه.
- بيع السلم: بيع السلم هو أحد البيوع التي شُرعت بسبب حاجة الناس وتقوم على مبدأ بيع سلعة مقابل قبض ثمنها، ولكن تبقى هذه السلعة في ذمة البائع، وهي معاملة بعكس الدّين، حيث تكون السلعة هي الموصوفة في الذمة وليس الثمن.
وعقود الاستحسان من العقود المستثناه قياساً على عدم جواز بيع السلعة المعدوم وجودها، وعقدي الاستصناع والسلم من العقود التي تقوم على بيع السلع المعدومة.
