ما هي الأدلة من السنة على تارك الصلاة؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف الصلاة:

الصلاة: إنّ من تعريف الصلاة وهي تأتي على معنى الدعاء، وذلك لما في ذلك من قيام وركوع وسجود وذكر وتسبيح وغير ذلك.

والصلاة أيضاً: هي الرحمةُ والثناء؛ قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” الأحزاب: 56، فصلاة الله على النبي صلى الله عليه وسلم: رحمته له، وثناؤه عليه.

الأدلة من السنة على تارك الصلاة:

الدليل الأول: ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بين الرّجل وبين الكفر ترك الصّلاة” رواه أهل السنن وصححهُ الترمذي.
الدليل الثاني: ما رواه بُريدة بن الحُصيب الأسلمي قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” رواه الإمام أحمد.
الدليل الثالث: وهو ما رواه ثوبان مولى رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة، فإن تركها فقد أشرك” رواه هبة الله الطبري.
الدليل الرابع: وهو ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام أنّه ذكر الصّلاة يوماً: “من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةً، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي ابن خلف” رواه الإمام أحمد. وإنما خصّ هؤلاء الأربعة بالذكر؛ لأنهم من رؤوس الكفرة.
وهناك نكتةٌ بديعة، وهي: أنّ تارك المحافظة على الصلاة إمّا أن يشغلهُ مالهُ أو ملكهُ أو رئاستهُ أو تجارتهُ فمن شغله عنها مالهُ فهو مع قارون، ومن شغلهُ عنها ملكهُ فهو مع فرعون، ومن شغله عنها رياستهُ من وزارةٍ أو غيرها فهو مع هامان ومن شغله عنها تجارتهُ فهو مع أُبيّ بن خلف.

الدليل الخامس:
ما رواه عُبادة بن الصامت قال: أوصانا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: “لا تُشركوا بالله شيئاً، ولا تتركوا الصّلاة عمداً؛ فمن تركها عمداً متعمداً فقد خرجَ من المِلّة” رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم في سُننه.
الدليل السادس: ما رواه معاذ بن جبلٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “من ترك صلاةً مكتوبةً متعمداً فقد برئت منه ذِمة الله” رواه الإمام أحمد.
الدليل السابع: ما رواهُ أبو الدرداء قال: “أوصاني أبو القاسم عليه الصلاة والسلام أن لا أترك الصّلاةِ متعمداً، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذّمة” رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
الدليل الثامن: ما رواه معاذ بن جبل عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: “رأس الأمر الإسلام، وعمود الصلاة” وهو حديثٌ صحيح مختصر. أخرجه الترمذي. ووجه الاستدلال هنا هو أنه أخبر أنّ الصلاة من الإسلام بمنزلة العمود الذي تقوم عليه الخيمة، فكما تسقطُ الخيمية بسقوط عمودها، فهكذا يذهب الإسلام بذهاب الصّلاة، وقد احتجّ أحمد بهذا بعينه.
الدليل التاسع: هناك حديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بُني الإسلامُ على خمسٍ؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت وصوم رمضان” رواه الإمام أحمد. ووجه الإستدلال هنا جاء من وجوه وهي: أنه جعل الإسلام كالقُبة المبنية على خمسةِ أركان، فإذا وقع ركنها الأعظم وقعت قُبة الإسلام، والآخر أنه جعل هذه الأركان في كونها أركاناً لقبة الإسلام قرينة الشهادتين، فهما ركنٌ والصلاةُ ركنٌ والزكاةُ ركنٌ، فما بال قبّة الإسلام تبقى بعد سقوط أحد أركانها دون بقية أركانها، والثالث: أنه جعل هذه الأركان نفس الإسلام، وداخلهُ في نسمّى اسمه، وما كان اسمّاً لمجموع أمورٍ إذا ذهب بعضها ذهب المسمّى، ولا سيّما إذا كان من أركانه، لا من أجزائه التي ليست بركنٍ له مثل الحائط للبيت؛ فإنه إذا سقط سقط البيت، بخلاف العُود والخشبة واللبنة وغير ذلك.
الدليل العاشر: عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلىّ الله عليه وسلم: “من صلّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فهو المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا” أخرجه البخاري.
ووجه الدلالة في هذا الحديث من أمرين: الأول: أنه إنّما جعله مسلماً بهذه الثلاثة، فلا يكون مسلماً بدونها. والثاني: أنّه إذا صلّى إلى الشرق لم يكن مسلماً حتى يصلّي إلى قبلة المسلمين، فكيف إذا ترك الصلاة بالكلية.
الدليل الثاني عشر: ما رواه محجن بن الأدرع الأسلمي: أنه كان في مجلس مع النبي عليه الصلاة والسلام، فأذن بالصلاة، فقام النبيّ عليه الصلاة فصلى، ثم رجع ومحجن في مجلسهِ، فقال له: ما منعك أن تصلي؟ ألستَ برجلٍ مسلمٍ؟ قال: بلى، ولكنّي صلّيت في أهلي، فقال له: “إذا جِئت فصلذ مع الناس وإن كنت قد صلّيت” رواه الإمام أحمد والنسائي.


شارك المقالة: