ما هي الكفالة في الدية؟

اقرأ في هذا المقال


الكفالة في الدية:

إن في حالة قبول العطوة العشائرية فلا بدّ هناك من وجود كفيلين:

الأول: كفيل المنع “الفا”: وهو يضمن عدم اعتداء الطرف المعتدي على المعتدى عليه.
الثاني: كفيل الدفع “الوفاء”: وهو الشخص الذي يكفل المعتدى عليه، وعموم ما يترتب على عشيرته من الالتزامات التي اتفق عليها أمام الجاهة. وبناءً على ذلك فإن مهمة الوفاء والدفا بوجه عام تتلخص في ضمان كبح جماح المتأذي من مهاجمة المعتدي أو أقاربه، وليقوم هذا الأخير بدفع ما يترتب عليه من دية، أو تعويض إلى المتضرر وذويه ومثل هذه الكفالة أو الضمانة يجب أن تكون تحت إشراف طرف ثالث قوي، فرداً كان أو جماعة، ويسمّى هذا الطرف الكفيل.

شروط الكفيل:

إن على الكفيل أن تتوفر لديه بعض الشروط والصفات، ومن أهمها:
1. أن يكون معروفاً، وذا شهرة طيبة، شريفاً، وقوياً لتنفيذ ما وعد به بالقوة، إذا اقتضى الأمر.
2. أن يكون ذا مركز اجتماعي مرموق في المجتمع، وأن يكون ثرياً خصوصاً إذا كان كفيل وفاء كي يفي بالالتزام تجاه الطرف الآخر “المجني عليه” إذا أخلّ بالوفاء الجاني وعشيرته.
3. يُصبح الكفيل ملتزماً بالتحصيل من الجاني وعشيرته، وإذا تعذر ذلك يدفع من ماله الخاص لصاحب الحق، ولكنه حسب الأعراف القضائية، يلحق الجاني وعشيرته بأربع أضعاف الكفالة.
4. ألّا يكون قد قصر سابقاً في كفلٍ التزم به.
5. أن يكون صاحب قرار.
6. يجب أن يكون محايداً، حتى لا يتقاعس في تحصيل ما كفله، أو فرض حمايتهُ على من كَفله.

بعض المهمات في الصلح العشائري:

  • إن الصلح لا يُعتبر نهائياً وملزماً إلا إذا ارتضاه أطراف النزاع.
  • إذا تم الصلح أصبح عقداً ملزماً لطرفي النزاع، ولا يجوز الرجوع عنه، وتسقط به دعوى المدعي.
  • إن بعض الحالات في جرائم القتل بعد تسوية النزاع، تدفع بجانب الدية “الكبارةِ” والتي تدفع بجانب الدية، حيث تقتضي تسوية النزاع تعويض المجني عليه عمّا ألحقه به الجاني من خسارة مادية، فضلاً عن ترضيته، والاعتراف له بمكانته التي تجاوزها الجاني في اعتدائهِ عليه، وقد تتجاوز الكبارة في بعض الحالات قيمة الدية التي تدفع للتعويض عن الخسارة المادية، وتقدر الكبارة بالنقود والحيوان، حيث تنحر الذبائح في وليمة الصلح، وقد يعجز الجاني عن تقديم الكبارةِ التي يحكم بها القضاء البدوي، وبخاصة حين يُبالغ في تقدير قيمتها من النقود، وهنا قد تكون الفرصة متاحة مرة أخرى للمجني عليه، لاستعادة مكانته حين يسترضيه المشايخ، وكبار العائلات، ليتنازلُ إكراماً لخاطرهم عن جانب من الكبارةِ.

شارك المقالة: