بعد أن حدد الشرع الأموال التي تجب فيها الزكاة، وكانت من الأنعام، والذهب والفضة، والزروع، وعروض التجارة، بيّن كل ما يتعلق بها من أحكام وضوابط وشروط، لضمان إخراج زكاة كل من هذه الأموال على الوجه المشروع، وسنتعرف في هذا المقال على الشروط التي يجب توافرها في الأنعام حتى تجب فيها الزكاة.
شروط زكاة بهيمة الأنعام:
لتجب الزكاة المفروضة في الأنعام، لا بدّ من توافر أربعة شروط، وهي:
الشرط الأول:
حتى تجب الزكاة في الأنعام يجب أن يتملكها صاحبها بهدف التكاثر والتسمين، أو إنتاج الحليب، ولا تكون الأنعام مملوكة بهدف العمل، حيث أجمع الفقهاء على أنه لا زكاة في الأنعام التي تعد للعمل، مثل الحراثة والنقال والركوب.
الشرط الثاني:
أن تكون البهيمة سائمة عند صاحبها لمدة حول، أي راعية وتأكل مما يخرج من الأرض في المراعي؛ لأن الأنعام المعلوفة، التي تأكل على نفقة مالكها لا تجب فيه زكاة، ومن الأدلة على ذلك حديث أنس بن مالك _رضي الله عنه_ فيما رواه عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: “وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة” رواه بخاري.
وفيما يتعلق بزكاة الأنعام السائمة التي يتملكها صاحبها، بهدف الاسترباح والتجارة، فتكون بحكم زكاة عروض التجارة، ويُطبق عليه الأحكام الخاصة بعروض التجارة.
الشرط الثالث:
مرور الحول الكامل على الأنعام السائمة عند صاحبها، استدلالاً بقول النبي _عليه الصلاة والسلام_: “لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول” سنن ابن ماجه.
وإن أنتجت الأنعام السائمة خلال الحول، يتم إخراج زكاة الناتج مع الأصل، أي إخراج زكاة البهائم الصغيرة الناتجة خلال الحول مع زكاة الأمهات، وهذا إن بلغ النصاب في الأمهات، أما إذا اكتمل المقدار المحدد للنصاب خلال الحول، يتم احتساب حول جديد منذ بلوغ النصاب.
الشرط الرابع:
من أهم الشروط التي يجب توافرها في الأنعام حتى تجب فيها الزكاة، بلوغ النصاب الشرعي المحدد، وهذا الشرط الذي يجب توافره في كل الأموال التي تجب فيها الزكاة، ولا زكاة في أي من هذه الأموال دون بلوغ النصاب.
ولا زكاة في الأنعام دون توافر الشروط الأربعة السابقة، وعلى مَن يملك أي نوع من الأنعام، أن يُتابع وجود تلك الشروط فيما يملك، ليقوم بإخراج ما يجب عليه من زكاة.