ما هي صفات المؤذن؟

اقرأ في هذا المقال


صفات المؤذن:

المؤذن: ومن المعروف عن المؤذن بأنه هو يؤدي بتأدية الأذان في المساجد للصلوات الخمسة اليومية وصلاة الجُمعة الأسبوعية وفقاً للديانة الإسلامية. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: المؤذنُ يغفرُ له مدى صوته، ويشهدُ له كلّ رطبٍ ويابسٍ، وشاهدُ الصلاة يُكتب له خمسٌ وعشرون صلاة، ويُكفرُ عنه ما بينهما.

لا يصح الأذان من كافر بالاتفاق، بل لا بد من مسلم بلا خلاف. والصبي غير المميز لا يُعتدُّ بأذانه ولا إقامته عند عامة العلماء. والأولى في المؤذن البلوغ عند عامة الفقهاء، وأذان غير البالغ المميز صحيح على الصحيح، حيث تصح إمامتهُ، فأذانه من باب أولى، ولحديث مالك بن الحُويرث عندما قال له النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا حضرت الصّلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمّكم أكبركم”. أخرجه البخاري.

فلم يعتدّ النبي عليه الصلاة والسلام في الأذان السّنن، بخلاف الإمامة، وإن في الإمامة المراد الأولى لا على الوجوب؛ لما أخرجه ابن المنذر في الأوسط، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: “كان عمومتي يأمرونني أن أؤذن لهم وأنا غلامٌ لم احتلم، وأنس شاهد فلم ينكره. وقد عدّ ابن مفلح في المبدع صحة أذانه كالإجماع عندهم”.

ولا بدّ في المؤذن أن يكون ذكراً باتفاق العلماء، إلا وجهاً شاذاً لبعض الفقهاء من الشافعية أن للمرأة أن تؤذن. والجماعة للرجال والأذان متعلق بها، وعليه جاء العمل في عصر النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه: كان المسلمون حين قَدموا المدينة يجتمعون فيتحيّنون الصلاة، ليس يُنادي لها، فتكلّموا يوماً عن ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصّارى، وقال بعضهم: بل بُوقاً مثل قرن اليهود، فقال عمر: أولا تبعثون رجلاً يُنادي بالصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا بلال، قم فنادِ بالصلاة” رواه البخاري.

وقد أخرج هذا الحديث البيهقي في سننه، واحتج به على عدم صحة أذان المرأة، فترجم عليه: باب المرأة لا تؤذن للرجال. وأذان النساء لم يرد في السنة، ولم يكن من عمل السلف فكان من البدع المحدثات.

ولا بدّ في المؤذن أن يكون عاقلاً على الصحيح؛ فمن سُلب عقله بجنون، فليس هو من أهل العبادة، وذلك لعدم إدراكه للتكليف، فلا تصحّ العبادة منه. والأولى بالمؤذن العلمُ بالأوقات بنفسه لا بغيره، وإن اعتمد على غيره، فلا بأس؛ ففي الحديث في وصف ابن  أم مكتوم: “وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت” رواه البخاري. والعدالة يؤكد توفرها في المؤذن بالاتفاق؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإمامُ ضامنٌ، والمؤذن مؤتمن” رواه أبو داود.

وحديث أبي محذورة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “أمناءُ المسلمين على صلاتهم وسحورهم المؤذنون”. والأمانة لا تكون إلا ممن تحققت فيه العدالة، ويصحُ أذان الفاسق على الصحيح.

مستحباة المؤذن:

ويُستحب في المؤذن عدة صفات منها ما يلي:

1- أن يكون المؤذن مبصراً عند جمهور العلماء؛ لأنه أعلمُ بدخول الوقت، وتحرّي الفضاء وترقُبه، وبعض الفقهاء كالمالكية لا يفرقون بين مبصر وغيره؛ لأنه كان مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أعمى، وهو ابن أمّ مكتوم. وأذان الأعمى صحيح بالاتفاق، لكن كرهه بعض السلف في آثار متعددة؛ منها ما رواه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ما أُحبّ أن يكون مؤذنوكم عُميانكم. وروى أيضاً أن ابن عباس رضي الله عنه كره إقامة الأعمى. وروى أيضاً أن ابن الزبير رضي الله عنهما كان يُكره أن يؤذن وهو أعمى.

2- أن يكون المؤذن جهورياً، حسن الصوت، ندباً دون ما فيه فظاظة وخشونة باتفاق العلماء، ففي المسند وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: “قُم مع بلالٍ فالق عليه ما رأيت، فليؤذن به فإنه أندى صوتاً منك” رواه أحمد. وقد علقة البخاري مجزوماً، وأسنده ابن أبي شيبة عن عمر بن سعيد أن مؤذنا أذن فطرّب في أذانه، فقال: له عمر بن عبد العزيز: “أذن أذاناً سمحاً، وإلا فاعتزلنا”.

3- أن يكون المؤذنُ حراً لا عبداً مملوكاً، ويملك نفسه ووقته، فالعبد قد يُفرط في وقت الأذان والإقامة؛ لأنه مأمور من سيده بغير ذلك، وقد نقل الإجماع على ذلك غير واحد.


شارك المقالة: