اقرأ في هذا المقال
على مقدار تقوى الله وعلى مقدار الصبر وعلى مقدار إيمانكم ومقدار صدقكم العهد مع الله في الصفقة التي يعقدها تكون معونة الله لعبده. فالمؤمن القوي هو الذي يحدد عون الله له، فإذا أرادها عونة قوية فليقبل بتقوى قوية، وإن أرادها عونة قوية فليقبل بإيمان قوي؛ لأن القوة العددية حين تلقى القوة الإيمانية لا يمكن أن تثبت معها أبدًا.
قصة أبو بكر الصديق مع ابنه في المعركة
لقد وقعت معركة بدر وكان من المشاركين فيها ابن أبي بكر الصديق في صفوف المشركين وأبوه أبي بكر الصديق وكان بجانب رسول الله عليه الصلاة والسلام وابنه قبل أن يسلم كان في جيش الكفار، وبعد فترة من الزمن آمن ابن أبي بكر، وبعد أن آمن يقول: يا أبت لقد لقيتك يوم بدر فنحيتُ وجهي عنك، فيقول له أبوه أبو بكر: أما والله لو رأيتك في المعركة لقمت بقتلك.
موقفان من قصة أبي بكر مع ابنه في المعركة
الأول وهو أن كان يمثلُ الحق وعدم المجاملة فيه، والثاني أنه يمثل الباطل حين يلقى الحق فيتخاذل.
إن كلام أبي بكر رضي الله عنه صريح بعقيدته وكلام ابنه سليم وهو منطقي يتوافق مع العقيدة؛ وذلك لأن ابن أبي بكر عندما يلقى أباه فإن أبوه له حق الأبوة عليه، وهو ليس عليه دين صحيح وحقيقي يغار عليه، فعندما يقارن بين حق أبيه وحق الدين، بأنه لو كان مؤمنًا بأن عقيدته التي يقاتل عليها عقيدة حقة لكان أبوه يكون مع حق الرب، وإن كان ذلك على حساب حق الابن، فقال: لو تراءيت لي في المعركة لقتلتك.
فهذا هو مبدأ العقيدة الإيمانية حين يتوحد الجميع لكلمة الله تعالى، فيجب ألا يستقر في الذهن أبدًا إلا كلمة الله، ولا أنساب ولا أحساب ولا صلات؛ لأن صلة الإنسان بربه أولى من صلته بمن خلق الله.
الفكرة التي تتضمن قصة أبي بكر مع ابنه في المعركة
إن في هذا الأمر وجدوا أن الحرب الإسلامية الإيمانية بدأت في بدر، وعندما بدأت في بدر كان وكان عدد المسلمين بما كان عندهم من عُدة للحرب وبعدد المعسكر الذي سيقابل الكافرين، فقد كان هناك ألف مقاتل أمام ثلاثمائة وكذا، وأعداد كثيرة مقابل عدد قليل، وعُددّ متوافرة أمام عُددّ قليلة، ولكن الله يُخوض معركة الإيمان الأولى استهلالًا ليثبت الإيمان في نفوس المسلمين، وهو أنهم يجب ألا يستقلوا قوتهم؛ لأنهم غير معزولين عن الله، وإنما موصولون وقريبون منه.