إن الله تعالى يأمرنا على أن ننتبه إلى بعض المسائل والأمور خلال الحياة الزوجية، وهذه المسائل مهمة جدًا من أجل أن لا يفسد المسلمين حياتهم وبيوتهم، فيريد بهم الرسول عليه الصلاة والسلام أن تبنى البيوت على المودة والرحمة والحب، فلو لم تكن المودة والحب في البيوت لهُدم البيت، وعليهم معاشرتهن بالمعروف حتى وإن لم يحبوهن.
قصة الفاروق مع الكاره لمرأته
إن في بعض الأحيان قد يكون السبب بأن الزوج يكره زوجته؛ لأن منظرها الخارجي لا يشبع حاجاته الأساسية، فلم يفهم الإنسان بعد عن الله تعالى أنه ليس من المفروض على المرأة أن تثير غريزته، لكن من المفروض على المرأة أن تكون مصرفًا إن ثارت فيه غريزة كيمائية بطبيعتها فقد وجد لها مصرفًا، فالإنسان لا يحتاج لمرأة تغريه حتى تحرك فيه غريزة؛ لذلك، قال عليه الصلاة والسلام: “إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله فإن البضع واحد ومعها مثل الذي معها” رواه أحمد.
يدل الحديث على أن قطعة اللحم واحدة إن هاجت حاجته الغريزية بطبيعتها فأي حاجة تكفية، لذلك حينما جاء رجل لسيدنا عمر رضي الله عنه وقال: يا أمير المؤمنين أنا كاره لامرأتي وأريد أن أطلقها، قال له: أولم تُبن هذه البيوت إلا على مبدأ الحب والمودة، فأين تلك القيم، فظن الرجل في باله أن امرأته ستبقى طوال عمرها خاطفة لقلبه وأنه سيدخل كل يوم لكي يقبلها، فينبهه الفاروق عمر رضي الله عنه إلى أن هذه المسألة وجدت أولًا وبعد ذلك تحدث في العائلة أمورًا تربط كل من الزوجين ببعضهما البعض.
الدليل من القرآن على قصة الرجل الكاره لمرأته
يقول الله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” النساء:19. فالله تعالى ينشر القضية من أجل بناء الأسرة ثم يُعمم، وقد شاء أيضًا أن يجعلها سبحانه قضية عامة في كل شيء قد يكرهه الرجل، وتسلسل الأحداث حتى تبين صدق الله في تلك الأمور، فكم من أمور يكرهها الإنسان ثم تبين له وجه الخير فيها، وكم من أشياء يحبها الإنسان ويتبين جانب الشر فيها حتى يدلنا على أن أحكام الإنسان على بعض الأمور دائمًا يكون بشكل غير دقيق، فقد يحكم بكره شيءٍ وهو لا يستحق الكره، وقد بحب شيء ما وهو لا يستحق الحب.