ما هي قصة بائعة اللبن مع عمر بن الخطاب؟

اقرأ في هذا المقال


قصة بائعة اللبن مع عمر بن الخطاب:

كان في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مجموعة من بائعي اللبن يعلمون على خلط اللبن بالماء لكي تزداد كميته ويكسبون فيه من المال أضعافًا.

وفي يوم من الأيام ذهب الناس إلى أمير المؤمنين يشتكون إليه من بائع اللبن، فنادى أمير المؤمنين منادياً في الأسواق ويقول لهم: يا بائعي اللبن لا تخلطوا اللبن بالماء وتغشو المسلمين فمن يفعل منكم ذلك الأمر فسيعاقبه أمير المؤمنين عقابًا وخيمًا.

فقد كانت من أهم صفات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هي العدل، وقد روي عنه أنه قال: “لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى لما لم تمهد لها الطريق” ولذلك كان من عادات عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه يتفقد أحوال الرعية.

وفي ذات ليلة خرج عمر بن الخطاب مع خادم له يُدعى أسلم حتى يتفقد رعيته، وبعدها جلس قليلًا ليستريح بجوار أحد البيوت، فسمع امرأة تقول لابنتها: يا ابنتي هيا وقومي لتخلطي الماء بالحليب، فقالت الفتاة لأمها: يا أماه ألم تسمعي ما قاله منادي أمير المؤمنين اليوم وهو يُحرص الناس عن عدم خلط الماء بالحليب، فقالت الأم لابنتها: يا ابنتي قومي واخلطي اللبن بالماء فإننا في مكان لا يرانا فيه عمر ولا منادي عمر.

فردت الفتاة وقالت لأمها: والله ما كنت أطيعه في العلن وأعصيه في السرّ، فإن كان عمر لا يرانا فإن الله تعالى يرانا، فلما سمع أمير المؤمنين بهذا الكلام نادى خادمه وقال له: يا أسلم، ضع لي علامة على هذا الباب، وحينما طلع الصباح طلب من أسلم بأن يذهب ويستطلع أحوال هذه الفتاة وأن يسأل هل لهذه الفتاة زوجًا أم لا، فصار خادم عمر بن الخطاب يدور بين البيوت ويسأل عن هذه الفتاة بأن هل لها زوجًا أم لا.

فعندما سألوا عن أهل هذا البيت قالوا له: إنها أم عمارة بنت سفيان ابن ربيعة الثقفي وأنها تعيش مع والدتها العجوز وأنه لا زوج لها، فلما أخبر أسلم أمير المؤمنين أن الفتاة لا زوج لها، أرسل وراء أبناء الثلاثة وهم: عبد الله وعبد الرحمن وعاصم وقال لهم: هل منكم يحتاج لامرأة فأزوجه ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقكم من أحدٌ إلى تلك الفتاة.

فأجابه عبد الله إن لي زوجة وأما أخيه عبد الرحمن أنا أيضًا لي زوجة وأما عاصم فقال: يا أبي أنا لا زوجة لي فزوجني، وبعث وراء الجارية وطلبها لابنه عاصم وزوجها له وكان عاصم بن عمر بن الخطاب من النبلاء وكان من أحسن الرجال خُلقًا وأخلاقًا وكان أيضًا شاعرًا فصيحًا.


شارك المقالة: