ما هي قصة ذو الكفل عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


قصة ذو الكفل:

ذو الكفلِ: هو ابن أيوب النبي عليه السلام واسمه في الأصل بِشر، وقد بعثهُ الله تعالى نبيّاً بعد أبيه أيوب عليه السلام، وأسماهُ”ذو الكفل”؛ لأنهُ قد تكفلَ لبني قومهِ بأن يَكفيهم أمرهُم ويقضي فيما بينهم بالعدل، ولم يُذكر في القرآن الكريم عن دعوتهِ ورسالته والقوم الذين أرسلَ الله إليهم.

قال الله تعالى بعد قصة أيوب عليه السلام في سورة الأنبياء: “وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَوَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ” الأنبياء: 85-86. وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً في سورة ص: “وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِوَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ” ص:45-47. فالظاهرُ في ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقروناً مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبيٌ عليه من ربه الصلاة وهذا هو المشهور.
لقد زعمَ البعض الآخر أنه لم يكن نبيّاً، وإنما كان رجلاً صالحا، وحكماً مقسطاً عادلاً وتوقف ابن جرير في ذلك، وروى عن مجاهد: أنه لم يكن نبيّا، وإنما كان رجلاً صالحاً، وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم، ويقضي بينهم بالعدل، فسمى ذا الكفل.

سبب تسمية ذو الكفل بهذا الاسم:


وروى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند، عن مجاهد أنه قال: لما كبر اليسع قال: لو أني استحلفت رجلاً على الناس، يعمل عليهم في حياتي؛ حتى أنظر كيف يعمل، فجمع الناس، فقال: من يتقبل منى بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب، قال: فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار وتقوم الليل، ولا تغضب، قال: نعم، قال: فرده ذلك اليوم، وقال مثلها في اليوم الآخر، فسكت أنسٌ، وقام ذلك الرجل فقال: أنا، فاستخلفهُ، قال: فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياكم ذلك، فقال: دعوني وإياه، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائله، وكان لا ينام الليل ولا النهار إلا تلك النومة، فدق الباب فجعل يقص عليه، فقال: إن بيني وبين قومي خصومة، وأنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا، وجعل يطوّل عليه، حتى الرواح وذهبت القائلة، فقال: إذا رحت فإنني آخذ لك بحقك، فاطلق وراح، فكان في مجلسه، فجعل ينظر هل يرى الشيخ، فلم يره، فقامَ يتبعهُ، فلما جاء الغد جعل يقضي بين الناس، وانتظره فلا يراه، فلما رجع إلى القائلة، فأخذ مضجعهُ، أتاهُ فدق الباب، فقال: من هذا ؟ فقال: الشيخ الكبير المظلوم. ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فأتني؟ قال: إنهم أخبثُ قومٍ إذا عرفوا أنك قاعد، قالوا: نحنُ نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني، قال: فانطلق فإذا رحت فأتني، قال: ففاتته القائلة، فراح فجعل ينتظره فلا فلا يراه، وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعنّ أحداً بقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم، فلمّا كان تلك الساعة جاء، فقال له الرجل: وراءك وراءك، فقال قد أتيتهُ أمس وذكرت له أمري، فقال: لا والله، لقد أمرنا ألّا ندع أحداً يقربهُ، فلما أعياهُ نظر فرأى كوةً في البيت، فتسور منها، فإذا هو في البيت، وإذا هو يدقُ الباب من داخل، قال: فاستيقظ الرجل، فقال يا فلان، ألم آمرك؟ قال: أما من قبلي والله فلم تؤت، فانظر من أين أوتيت؟ قال: فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه، وإذا الرجل معه في البيت، فعرفهُ، فقال: أعدوَ الله؟ قال: نعم أعييتني في كل شيء، ففعلت كل ما ترى لأغضبك.
لذلك الأمر سماه الأمر ذا الكفل؛ لأنه تكفلَ بأمرٍ فوفّى به. وروى ابن أبي حاتم: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو على هذا المنبر يقول: ما كان ذو الكفل نبيّاً، ولكن كان رجلاً صالحاً، يُصلي كلَ يومٍ مائةُ صلاةٍ، فتكفل له ذو الكفل من بعده، فكان يصلي كل يومٍ مائةُ صلاةٍ فسمى ذا الكفل.
وروى أحمد: عن ابن عمر قال: “لقد سمعت من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ حديثًا لو لم أسمعْه إلا مرةً أو مرتينِ حتى عدَّ سبعَ مرارٍ ولكن قد سمعتُه أكثرَ من ذلكَ قال : كان الكِفْلُ من بني إسرائيلَ لا يتورَّعُ من ذنبٍ عملَه فأتته امرأةٌ فأعطاها ستينَ دينارًا على أنْ يطأَها فلما قعد منها مقعدَ الرجلِ من امرأتِه أرعَدت وبكت فقال : ما يُبكيكِ ؟ أَكرهتكِ ؟ قالت : لا ولكن هذا عملٌ لم أعملْه قطُّ وإنما حمَلني عليه الحاجةُ قال : فتفعلينَ هذا ولم تفعلِيه قطُّ قال : ثم نزل فقال : اذهبي فالدنانيرُ لكِ ، ثم قال : واللهِ لا يَعصي اللهَ الكفلُ أبدًا فمات من ليلتِه فأصبح مكتوبًا بأعلى بابِه قد غفر اللهُ عزَّ وجلَّ للكفلِ” رواه الترمذي. وقال حسن وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر.


شارك المقالة: