ما هي قصة نبي الله اليسع عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


نبي الله اليسع عليه السلام:

لقد ورد في عهد الطبري إلى أن اليسع عليه السلام هو بن أخطوبُ، وقيلَ إنهُ ابن عم إلياس النبي عليهما السلام، وذكر الحافظ ابن عساكر زيادةً على الأمر التالي بأنّ اسمهُ أسباط بن عدي بن شوتلم بن أفرائيم بن يوسف الصديق عليه السلام بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وهو من أنبياءِ بني إسرائيل، وقد ورد في القرآن الكريم موجز بسيط عن حياته، ولم يذكر عنها شيئاً ولكنه اكتفى بذكره في مجموعةِ الرسل الكرام الذي يجب الإيمان بهم تفصيلاً.
قام اليسع عليه السلام بتبليغِ الدعوة الإسلامية بعدما رحلَ إلياس إلى جوار الله تعالى، فصارَ يدعُو إلى الله متمسكاً بمنهجِ نبي الله إلياس وشريعتهِ، وقد تكاثر في زمنه الأحداث والخطايا وكثرة الملوكِ الجبابرة والطاغية، فقتلوا الأنبياء وشردوا المؤمنين، وحاول اليسع أن يَعظهم ويُخوفهم من عذاب الله تعالى، ولكنهم لم يأبهوا بدعوته ثم توفاه الله وسلّط على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب كما ذُكر في كتاب الله تعالى.
لقد ذكرَ بعضُ المؤرخين أنّ دعوتة اليسع عليه السلام ظهرت في مدينةٍ تُدعى بانياس وهي إحدى مُدن الشام، وأنّ هناك قصة حدثت على وقت اليسع وكانت بين اليسع وذو الكفل.

القصة التي حدثت بين اليسع وذو الكفل عليهما السلام:

لقد رويَ أنه عندما كبُرَ اليسع عليه قال: لو أنني عينةُ رجلاً خليفةً على الناس يعين عليهم في حياتي، لكي أرى كيف يعمل؟ فقام وجمع الناس وقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه: يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب. فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال: نعم.
لكن اليسع عليه السلام، ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا. وفي اليوم التالي خرج اليسع عليه السلام-على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال أنا. فاستخلف اليسع ذلك الرجل، فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم ذلك. فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النّومة فدقّ الباب.
لقد قال ذو الكفل من هذا؟ قال أنه شيخٌ كبيرٌ في السن ومظلوم، فقام ذو الكفل وفتح الباب. وبدأ الشيخ يحدّثه عن خُصومةٍ بينه وبين قومه، كيف فعلوا به وكيف ظلموه، وما ألحقوه به من ظلمٍ به، وأخذ يطوّلُ في الكلام عن قصته؛ حتى أتى موعد مجلسِ ذو الكفل بين الناس، وذهبت القائلة. فقال ذو الكفلِ: إذا ذهبتُ للمجلس فسآخذُ لك بحقّك، وخرج الشيخ وخرج معهُ ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام، لكن الشيخ لم يحضر للمجلس. وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ. وعُقد المجلس أيضاً في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا.
وحينما عادَ ذو الكفل إلى منزلهِ عند القائلةِ لكي يرتاح، فجاء الشيخ يدقُ الباب، وقال من الذي بالباب؟ فقال أنا الشيخ الكبير المظلوم، ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فأتني؟ فقال الشيخ: إنهم أخبث قومٍ إذا عرفوا أنك قاعدٌ قالوا لي نحنُ نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني، فقال له ذو الكفل: انطلق الآن فإذا ذهبتُ إلى مجلسي فأتني. ففاتته القائلة، فراح مجلسهُ وانتظر الشيخ فلم يراهُ وغلبَ عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعنَّ أحداً يقتربُ هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم. فقدم الشيخ، فمنعوهُ من الدخول، فقال: قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا: لا والله لقد أمرنا أن لا نسمحَ أحداً أن يقربهُ.
فعمد الشيخ ودخل من سور الحائط، ودخلَ إلى البيت وطرق الباب من الداخل، فاستيقظَ ذو الكفل، وقال لأهلهِ: ألم أقل لكم أنّ لا يدخل علي أحدٌ؟ فقالوا: لم نسمح لأحداً بأن يقترب، فانظر من أين دخل. فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجلُ معه في البيت، فعرفهُ فقال: أَعَدُوَّ اللهِ؟ قال: نعم أعييتني في كل شيءٍ ففعلتُ كلَ ما ترى لكي أُغضبك. فأسماهُ الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به.

هل ورد النبي اليسع في القرآن الكريم؟

لقد وردَ ذكرُ نبي الله اليسع عليه السلام في القرآن الكريم في كل من، قال تعالى: “وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” الانعام:86. وفي قوله تعالى تعالى: “وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ” ص:48. ولم يخص الله تعالى في القرآن نبي محدد أو منفرد، ولكن جاء ضمنِ مجموعةٍ من الرُسل عليهم السلام، والذين شهدَ الله لهم بأنهم جميعهم من الأخيّار؛ أي الذين أختارهم الله لطاعتهِ والقيامِ بواجبه وعبادتهُ وحده لا شريك له، وقد وُجدَ ذلك لكي يرفع الله من قدرهم وشأنهم في الدنيا والآخرة. واليسع هو واحدٌ من الرسل الذي يجب على كل مسلم أن يقتدي به.


شارك المقالة: