محل الاستعاذة والبسملة وأحوالهما

اقرأ في هذا المقال


يُستحب لقارئ القرآن أن يبدأ تلاوته بالاستعاذة والبسملة، وهذا الأمر يتطلب منه أن يكون عالماً بمحل كل منهما، والأحوال والأوجه التي تأتيان عليها، فما هما محل الاستعاذة والبسملة، والجهر والإخفاء بهما، وما هي أحوالهما وأوجههما؟

محل الاستعاذة والبسملة

قبل شروع القارئ بتلاوة القرآن الكريم يبدأ بالاستعاذة والبسملة، فالاستعاذة ليست من آيات القرآن الكريم كما أجمع عليه العلماء، أمّ البسملة فقد اختلف العلماء في أنها من القرآن أم ليست من القرآن، وكان لكل جماعة من قراء القرآن الكريم أدلتهم لإثبات رأيهم في هذا الأمر، وكان بعضهم يقرأ البسملة بين السور، والآخرون يقرؤون السورة تلو الأخرى تاركين البسملة بينهما.

وفي رواية حفص يتم قراءة البسملة بين السورة والتي تليها، ويُطبق هذا على جميع السور، إلا ما قبل سورة التوبة، حيث لم ترد البسملة في هذا الموضع من القرآن الكريم.

الجهر والإخفاء بالاستعاذة والبسملة

إذا أراد القارئ أن يتلو القرآن سراً فإنه يقرأ الاستعاذة والبسملة سراً، وإن جهر القارئ بتلاوته يجهر بالاستعاذة والبسملة، لكن هناك بعض الأحوال التي يقرأ القارئ فيها الاستعاذة سراً، منها:

  • لا يقرأ القارئ الاستعاذة في الصلاة.
  • إذا كان القارئ يقرأ القرآن في حلقات التدريس، مع مجموعة من القراء، ولم يبدأ هو بالقراءة فلا يجهر بالاستعاذة.

أما الجهر بالبسملة في الصلاة فكان أمرٌ محطُّ خلاف بين العلماء، وقراءتها في حلقات التدريس سراً إلا في بداية كل سورة.

أحوال الاستعاذة والبسملة

يشرّع للقارئ أن يبدأ التلاوة بالاستعاذة والبسملة بعدة أحوال، وهي:

  1. وصل الجميع أي يصل القارئ قراءة الاستعاذة بقراءة البسملة، ثمّ يقوم بوصل البسملة مع قراءة أول السورة.
  1. قطع الجميع أي يقطع القارئ قراءة الاستعاذة عن قراءة البسملة، ثم يقطع البسملة عن قراءة أو السورة.
  1. وصل الأول وقطع الثاني أي يصل القارئ الاستعاذة بالبسملة، ثم يقطع البسملة عن أول السورة واقفاً على البسملة، ثم البدء بتلاوة أول السورة.
  1. قطع الأول ووصل الثاني أي يقطع القارئ الاستعاذة عن البسملة واقفاً بعد الاستعاذة، ثم يقرأ البسملة موصلها ببداية السورة.

وفي حال بدأ القارئ بالتلاوة من وسط السورة، أو بعد بدايتها ولو بكلمة واحدة، وأراد أن يبدأ بالبسملة، يشرّع ُ له الحالات السابقة في الوصل والقطع. وإن أراد التلاوة مع عدم البدء بالبسملة، يجوز له أن يصل الاستعاذة بالموضع الذي يريد بدء التلاوة عنده، أو يقطع القارئ الاستعاذة ثمّ يبدأ بالتلاوة من الموضع الذي يريد.

وبالنسبة لسورة التوبة التي لم ترد البسملة في بدايتها، يجوز للقارئ وصل الاستعاذة ببدايتها، أو قطعها بالوقف على نهاية الاستعاذة، ثم البدء بتلاوة سورة التوبة.

إذا أراد القارئ أن يبدأ بتلاوة سورة بعد السورة التي يقرأ فيها، يجوز له أن يقرأ بعدة حالات، وهي:

  1. وصل آخر السورة التي يقرأ فيها بالبسملة، ثم وصل قراءة البسملة ببداية السورة التي تليها.
  1. الوقف عند آخر السورة التي أنهى القارئ قراءتها، ثم وصل قراءة البسملة ببداية السورة التي تليها.
  1. الوقف عند نهاية السورة، التي انتهى القارئ من قراءتها، ثم قراءة البسملة والوقف على آخرها، وقطعها عن بداية السورة التي تليها.

ولا يمكن للقارئ أن يقرأ البسملة بين السورتين موصلاً إياها مع نهاية السورة التي أنهى قراءتها، وقاطعها عن بداية السورة التي تليها؛ فالبسملة تُقرأ في بداية السورة وليس في نهايتها.

أمّا بالنسبة للقراءة بين سورتي الأنفال والتوبة؛ ولأنّ سورة التوبة هي سورة لم ترد فيها البسملة عدا باقي سور القرآن الكريم، ولا يجوز قراءة البسملة في بدايتها فقد اختصت هاتان السورتان بثلاث حالات ممكنة للقارئ، وهي:

  1. وصل قراءة نهاية سورة الأنفال ببداية سورة التوبة، ويكون الوصل بينهما كقراءة آيتين منفصلتين متواليتين في نفس السورة.
  1. قطع قراءة نهاية سورة الأنفال بالوقف، ثمّ قراءة بداية سورة التوبة مبيّناً القارئ أنه دخل في سورة تالية.
  1. السكوت عند الانتهاء من قراءة سورة الأنفال أي الوقف دون تنفس، ثمّ البدء بسورة التوبة.

وفي بعض الأحوال يضطر القارئ لإيقاف قراءته، لسبب خارج أحكام الوقف والوصل في التجويد، مثل أن يؤدي سجود التلاوة، أو يتعرض للسعال، وغيرها من الحالات المشابهة لذلك، فلا يقوم القارئ هنا بإعادة قراءة الاستعاذة، وإنما يكمل تلاوته من آيات القرآن الكريم، لكن إن أطال القارئ قطع التلاوة، لحديث عام مثلاً فعليه أن يعيد قراءة الاستعاذة.


شارك المقالة: