مراتب الجرح والتعديل

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لعلم الجرح والتعديل رجاله الّذين عرفوا أصوله وقواعده وبرعوا في اختيار الألفاظ بما يوافق مهمتهم الأساسية وهي حفظ الحديث النبويّ الشريف وإيصاله لطبقات السند التالية من بعدهم، فعرفوا أحوال رجال الحديث، ورحلوا في ذلك يسألون عن أحوالهم بالعدالة والضّبط، فكان منهم البخاريّ محمّد بن اسماعيل البخاريّ من أعلم أهل زمانه بالجرح والتعديل وأحوال الرّجال، وكان لعلم الجرح والتعديل مبادئ وضع على أساسها رجال الحديث في منازل مقسّمة في الجرح والتعديل حتى يكونوا معروفين لردّ حديثهم أو قبوله.

مفهوم الجرح والتعديل ومراتبه

إنّ الجرح والتعديل علم قائم على وصف حال الراوي إمّا بما يخدش عدالته وضبطه وهو الجرح وإمّا بما يرفعه ويُشهد له بالعدالة والضّبط والقبول وهو ما يعرف بالتعديل.

أمّا مراتب الجرح والتعديل فهو: مفهوم عند أهل الحديث بأنزال المحدّثين منازل مقسّمة حسب درجات ثقتهم وضعفهم حتى يوضعوا في ميزان القبول والرّد في الحديث النّبويّ الشريف.

مراتب الجرح والتعديل

مراتب التعديل :

1ـ الأعلى شرفاً وفضلاً وهم صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رضي الله عنهم وأرضاهم، فهم عدول ثقات مؤتمنين بشهادة أهل الحديث ولما تميّزوا به من فضل معاصرتهم للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وللوحي والتنزيل.

2ـ مرتبة عليا بعد الصّحابة ويدل على هذه المرتبة ألفاظ مثل أوثق الناس، أعدل النّاس، وغيرها ممّا احتوت على صيغة تفضيل على غيرهم.

3ـ مرتبة يدل عليها تكرار الوصف كأن يقول العلماء: ثبت حجّة، ثقة ثقة، وغيرها من تكرار لأكثر من صفة.

4ـ ما انفرد بصيغة من صيغ التوثيق كثقة، حجة، إ مام وغيرها من هذه الصيغ.

5ـ ما كان أقل درجة ممّا ذُكر بألفاظ مثل: لا بأس به، صدوق، وغيرها.

6ـ ما كان قريباً من مواطن الجرح بألفاظ تدلّ على ذلك مثل: شيخ، محلّه الصدق.

مراتب الجرح

1ـ الأسهل في الجرح كان يقال: فيه مقال أو قول، ليس بمأمون وغيرها.

2ـ الأسوأ من السّابقة كقولهم مثلاً: لا يحتج به، مضطرب، منكر الحديث.

3ـ ماهو أسوأ من القسمين السابقين مثل: مردود الحديث، مطروح الحديث، وغيرها من قبيل ردِّ حديثه.

4ـ مرتبة لرواة سقطت أمانتهم بالسّرقة والوضع مثل: يسرق، متّهم بالكذب، متّهم بالوضع.

5ـ الدّجالون والكذّابون والوضّاعون.

6ـ ما كان به مبالغة فيما كان في المرتبة السّابقة مثل: أكذب النّاس، معدن الكذب.

المصدر: منهج النقد في علوم الحديث لنور الدين عترمباحث في علوم القرآن لمناع القطّانعلوم الحديث لابن الصّلاح


شارك المقالة: