مظاهر الرحمة عند الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم

اقرأ في هذا المقال


ما هي مظاهر الرحمة عند الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟

بعث الله عز وجل النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يبلّغَ دين الإسلام وحتى يدعو الناس إلى الدخول في هذا الدين، حيث لم يكن هذا النبي العظيم الكريم كغيره من البشر، إنّما كان عليه الصلاة والسلام على خلق عظيم يليق ذلك الخلق بمقام الدعوة العظيمة وتهيّئه حتى يكون خيرَ رسولٍ و خير قدوة، ومن تلك الأخلاق هو خلقُ الرحمة.

وهو الخلق الذي تمتّع به النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في العديد من المواقف، وقد استطاع النبي بهذا الخلق العظيم جذب قلوب الناس إلى الهداية وإلى طريق الصواب، وتلك الصفة كانت رحمةً للخلقَ جميعاً من مسلم وكافر، من البشر ومن الشجر ومن الحجر ومن البهائم وكل سائر المخلوقات.

ومن مظاهر رحمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:

رحمته بالضعفاء:

كان أبو مسعود البدري رضي الله عنه يضرب غلاماً كان له، حينها رآه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقد نهاه عن فعل ذلك، ومن تلك المواقف أيضاً هو عندما افتقد المرأة السوداء التي كانت تقمُّ المسجد، حينها سأل عنها فأخبروه أنّها قد ماتت، فطلب النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام أن يذهب إلى قبرها حيث صلى النبي الكريم عليها، وهذا هو دليل كبير جداً على حرص النبي الكريم ورحمته عليه الصلاة والسلام بكلّ الفئات، سواء أكان المجتمع يعبأ بها أو لايعبأ.

رحمته بذوي الاحتياجات الخاصة:

كان النبي الكريم محمد يقدم لهم كل الرعاية الصحية والرعاية النفسية والتعليمية وأيضاً التوظيفية، كما كان عليه الصلاة والسلام يزورهم وكان يهتمّ بشؤونهم وكان يقضي حوائجهم.

رحمته بالمسنّين:

فقد دعا النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الشبابَ إلى إكرام واحترام ذي الشيبة المسلم وقد جعله من إجلال الله تعالى، وذلك الإكرام يشمل أيضاً العون الصحي والنفسي والمادي والمعنوي أيضاً، كما جعل عليه الصلاة والسلام للمسنّ أحكاماً خاصة في الشريعة الإسلامية تخفف عنه وذلك رحمةً بكبره وضعفه.

رحمته بالأطفال:

كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يتعامل بمنتهى المحبة واللطف واللين مع أبنائه ومع أحفاده، فقد كان عليه الصلاة والسلام يُقبل أحفاده الكرام الحسن والحسين وكان يلاعبهما، كما بكي النبي الكريم محمد لفراق ابنه الصغير إبراهيم، وأيضاً كان عندما كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام يمر بالأطفال ويسلم عليهم وكان يداعبهم.

رحمته بالنساء:

كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دائماً يوصي بالنساء وكان يوصي بحسن معاشرتهم وكان يوصي بالرفق معهن، وقد ظهر هذا جلياً في تطبيقه للرحمة مع نسائه وبناته رضوان الله عليهن جميعاً، فقد كان عليه الصلاة والسلام خير الزوج وكان خير الأب وكان خير الجد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

رحمة النبي الكريم بالبهائم:

وقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ينهى عن تعذيب الحيوانات وعن تجويعها ونهى عن تحميلها ما لا تحتمل ولا تطيق، وكان من ذلك هو قصة الجمل الذي رآه النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وقد ذرفت عيناه، فذهب إليه النبي محمد ومسح ذفريه فسكت ذلك الجمل وهدأً، فأمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الجمل بأن يخاف الله فيه.

رحمته بالمخطئين:

لم يكن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعنّف من يرتكب خطأً، إنّما كان عليه الصلاة والسلام يأخذه بحلمه ورأفته وكان عليه الصلاة والسلام ينصحه بالحسنى، ومن تلك المواقف هو الشاب الذي دخل على النبي محمد يستأذنه بالزنا، فرغم عظم تلك المعصية واستحقاق تلك المعصية حداً من حدود الله تعالى، إلّا أن النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام جعل يحاور ذلك الشاب وأخذ يقنعه بالإعراض عن فعل تلك المعصية المنكرة والشنيعة، فكانت النتيجة في ذلك الحوار أن ذلك الشاب دخل عليه وكان ليس شيءٌ أحبَّ إليه من الزنا، إلا أنه وبعدما خرج من عند النبي كان قد اهتدى وعرف أنه كان في طريق الخطأ وعاد إلى طريق الصواب.

رحمته بالكفار:

كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء لربّه بهداية الكفار وردّهم إلى طريق الرشد والصواب ودخولهم في دين الله الإسلام؛ وذلك رأفةً بهم من العذاب العظيم في الأخرة ودخولهم النار، وكان هذا رغم الأذى العظيم المستمر والمتكرر الذي كان ينزل عليه من الكفار والمشركين، ورغم محاربتهم للنبي وللدين بكل قوة وشراسة ومع محاولاتهم المتكررة لقتل النبي، حيث قد ظهر ذلك جلياً بشكل واضح في فتح مكة عندما قال لهم: ” اذهبوا فأنتم الطلقاء”.


شارك المقالة: