تمّ تعريف الخدمات المصرفية بناءً على اعتبار كل الأعمال التي تقوم بها البنوك الإسلامية خدمات مصرفية، وشملت الودائع والقروض والأعمال الاستثمارية، وكل عمل يقوم به البنك الإسلامي، والتمييز بين الأعمال المصرفية حسب إنتاجها للسلع، فالأعمال التي تنتج سلعاً تُعتبر مُنشِآت سلع، والتي لا تنتج سلعاً تعتبر مُنشِآت خدمات، وهناك تعريف آخر للخدمات المصرفية يقوم على تقسيم أعمال البنك إلى ودائع وقروض وخدمات مصرفية، ويمكن أن تتضمّن الخدمات المصرفية نشاطات ائتمانية وإقراضية.
مضمون الخدمات المصرفية في المصرف الإسلامي:
يتسع نطاق الخدمات المصرفية في البنك الإسلامي إضافةً إلى الأعمال المصرفية في داخل البنك، ليشمل الخدمات الاجتماعية والتكافلية وكل عمل يكون له أثر اجتماعي، كون البنك الإسلامي يقدم الخدمات المصرفية بناءً على طلب العميل، وإلزام المصرف بمعاملاته يُباح له أخذ أجراً أو عمولة تحت مضمون عقود المعاوضات، والخدمات الاجتماعية التي يقدمها البنك تُعتبر أنشطة يتبرّع بها أداءً للواجب الديني.
وتُعَد الخدمات المصرفية إحدى المكوّنات الهامّة لأعمال البنك الإسلامي، فهي الأنشطة الأكثر اهتماماً وتطوّراً، ويركّز الفكر المصرفي المعاصر على تطوير الخدمات المصرفية، لأّنها الوسيلة الأساسية لتحقيق أهداف البنك في الحصول على الإيرادات مقابل تقديم الخدمات، وهي أداة جذب العملاء والمستثمرين للتعامل مع البنك الإسلامي.
فالخدمات المصرفية وسيلة لخدمة العملاء الحاليين وتسهيل معاملاتهم وجذب عملاء جدد، مقابل إيرادات تغطّي تكاليف هذا النشاط بغض النظر عن العائد الناتج من الأنشطة والمعاملات المالية، ويُعتبر قبول الأموال في البنك خدمة مصرفية لها إيرادات جيّدة وغير مباشرة.
وتنقسم الخدمات المصرفية إلى نوعين، الأول الذي يقوم على مبدأ تقديم الائتمان، والآخر الذي لا يقوم على تقديم ائتمان، والمصارف الإسلامية لا تُمارس النوع الأول من الخدمات المصرفية، حيث تعمل على تحديثها بما يتوافق مع مضمون الائتمان الإسلامي وخصائص التمويل، مثل خدمة الاعتمادات المستندية في عمليات التبادل التجاري وخطابات الضمان، ويمكن للمصارف والبنوك الإسلامية ممارسة الخدمات المصرفية التي لا تقوم على تقديم ائتمان، لأنّها لا تتعارض مع مبادئ المصارف الإسلامية.