إن مضمون شركة العقد هو أساس وضع لفظ الشركة واعتماده في فقه المعاملات، إلّا أنه شمل المعنى الخاص للشركات، ويندرج مضمون شركة العقد تحت مضمون شركة الملك الاختيارية، وفي هذا المقال سنتحدّث في مفهوم شركة العقد وما يُراد بالعقد، وذكر مجموعة من التعريفات التي اعتمدها بعض الفقهاء لشركة العقد.
تعريف شركة العقد:
تُعرف شركة العقد بأنّها عقد بين شخصين أو أكثر للاشتراك في عمل وربحه أو مال وثمرته، والاشتراك هنا يعني التصرّف، وعليه تشمل شركة العقد شركات اأموال والأعمال والوجوه والمضاربة.
والعقد هنا الربط بين كلام الشركاء في الشركة، أو ما يقوم مكان ذلك ممّا ينتج عنه أثر شرعي يتضمن انعقاد الشركة، والعقد تعبير عن إرادة الأشخاص في الشركة من خلال الكلام أو الكتابة أو الإشارة، وتكون الشركة في الربح والخسارة، وعلى كل شريك الالتزام بما يتم الاتفاق عليه في العقد برضا جميع الأطراف.
ومن التعريفات لشركة العقد تعريف الشيخ أحمد أبو الفتح، الذي شمل به أنواع شركات العقد، وهو أن شركة العقد هي عقد اتفاق بين فردين أو أكثر، يشترك كل منهما في عمل معيّن بهدف الربح من خلال الأعمال أو الأموال أو الوجاهة، ويكون الاشتراك في الربح والخسارة حسب ما يُتّفق عليه بصورة مشروعة.
أمّا القانون المدني الأردني فقد عرّف شركة العقد، على أنها عقد يلتزم من خلاله شخصان أو أكثر، بمساهمة كل منهما في إنشاء مشروع مالي، بأن يُقدم حصة من المال أو العمل، بهدف الاستثمار، وتقاسم الربح والخسارة حسب الاتفاق أو حسب حصة كل شريك.
واعتمد القانون المدني الأردني في تعريف شركة العقد، على التعريف الذي يقول بأن الشرة هي عبارة عن عقد بين الأفراد على اعتماداً على الاشتراك في رأس المال والربح، وأنّ القبول والإيجاب لعقد الشركة يكون بالقول أو الفعل أو الإشارة، ويُعتبر ركن أساسي لعقد الشركة.
وبما أن الشركة من عقداً من العقود المعتمدة والمشروعة في فقه المعاملات، فمن الواجب أن تتوافر فيه مجموعة من الأركان، كالصيغة والعاقدين ومحل العقد، كما يُشترط في كل من هذه الأركان مجموعة من الشروط، ليتم العقد بالصفة المشروعة.
فيُشترط وضوح الإيجاب والقبول في الصيغة التي تدل على عقد الشركة، باللفظ أو الكتابة أو ما يدل على ذلك، أمّا العاقدين فيُشترط أهليتهما ورضاهما في إنشاء العقد، وأن يكون محل العقد من الأعمال المشروعة والجائزة في القانون والشرع.