اقرأ في هذا المقال
من أساليب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تربية المرأة المسلمة دعوتهن وقبول هديتهن:
إنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوة لجميع الخلق كافة، فقد أرسله الله عز وجل حتى يكون النبي عليه الصلاة والسلام رحمة للناس ويهديهم إلى الطريق الصحيح ويبعدهم عن طريق الظلال، فكان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه العديد من الأساليب التي كان لها دور كبير في تهذيب المرأة المسلمة وتربيتها والتعامل معها، حتى أنّ تلك الأساليب جعلت للمرأة المسلمة مكانة في المجتمع فأصبح لها احترام كبير.
يجيب دعوتهن وتقبل هديتهن:
إنّ إجابة الدعوة تدخل الفرح السرور والمحبة في النفوس فهي تورث الثقة الكبيرة والمحبة الدائمة بين الناس كما أنّ للهدية دور عظيم في تعميق المحبة والمودة بين المتهادين لهذا نرى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم يراعي هذه الأمور في جميع علاقاته الاجتماعية مع جميع الناس.
عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ جَدَّتَه مُلَيكةَ دَعَت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لطعامٍ صنَعَتْه، فأكَلَ منه، ثمَّ قال: قومُوا فلأُصَلِّيَ لكم، قال أنَسٌ: فقُمتُ إلى حصيرٍ لنا قد اسوَدَّ مِن طُولِ ما لُبِسَ فنضَحْتُه بماءٍ، فقام عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصفَفْتُ أنا واليتيمُ وراءَه، والعجوزُ مِن وَرائِنا، فصَلَّى لنا ركعتينِ، ثمَّ انصرَفَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.
فاستجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعوة تلك المرأة العجوز وهي مليكة بنت مالك بن عدي التي هي جدة الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه لأمه( وذلك كما ورد في صاحب الإصابة) يشعرها بكثير من الفخر والمنزلة العالية، فكأنّها تفاخر بين النساء باستجابة تلك الدعوة من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وتلك الطبيعة هي طبيعة بشرية شديدة، ولو وضعت نفسك مكان تلك العجوز وقد دعوت رجلاً صالحاً أو حتى رجل مسلماً، فاستجاب ذلك الرجل الصالح لدعوتك وقد أكل من طعامك في بيتك، لا أظن أبداً أن الأرض ستتسع لفرحتك الكبيرة، فما بالك إن قمت بدعوة سيد الخلق والمرسلين وسيد الصالحين والمصلحين وإمام البشرية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فكيف ستكون فرحتك.
لذلك فمن حق تلك العجوز أن تفخر بتلك الدعوة، ومن واجبنا نحن كمسلمين أن نقتدي بقدوتنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في طريقة معاملته للنساء المسلمات.
عن الصحابي الجليل سهل بن سعد قال: “جَاءَتِ امْرَأَةٌ ببُرْدَةٍ، قالَ سَهْلٌ: هلْ تَدْرِي ما البُرْدَةُ؟ قالَ: نَعَمْ، هي الشَّمْلَةُ مَنْسُوجٌ في حَاشِيَتِهَا، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي نَسَجْتُ هذِه بيَدِي أكْسُوكَهَا، فأخَذَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا، فَخَرَجَ إلَيْنَا وإنَّهَا لَإِزَارُهُ، فَجَسَّهَا رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، اكْسُنِيهَا، قالَ: نَعَمْ فَجَلَسَ ما شَاءَ اللَّهُ في المَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا، ثُمَّ أرْسَلَ بهَا إلَيْهِ، فَقالَ له القَوْمُ: ما أحْسَنْتَ، سَأَلْتَهَا إيَّاهُ، وقدْ عَرَفْتَ أنَّه لا يَرُدُّ سَائِلًا، فَقالَ الرَّجُلُ: واللَّهِ ما سَأَلْتُهَا إلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَومَ أمُوتُ. قالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أهدت خالتي أمَّ حفيدٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سمنًا وأقطَا وأضُبًّا فأكل من السمنِ والأقطِ وتركَ الأضُبَّ تقذُّرًا وأُكِلَ على مائدةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولو كان حرامًا ما أُكِلَ على مائدةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ”.
فهدية الصحابية أم الحفيد والتي تدعى هزيلة بنت الحارث الهلالية وهي أخت السيدة ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها كانت طعام، فيقبله منها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حينها يأكل عليه الصلاة والسلام كل ما يشتهي من ذلك الطعام ومن ثم يدع ما لا يشتهي.
وتلك هي من عادات الرسزل الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الطعام أنّه لم يعب طعاما قط ، أمّا عن الصحابية أم حفيد رضي الله عنها فحقاً هنيئاً لها ما أدخلت في جوف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من الطعام الذي صنعته بيدها رضي الله عنها.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل الهدية من الصحابيات فقط بل أنّه عليه الصلاة والسلام يهديهن فعن الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول: “أُهدِيَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ عِنبٌ من الطَّائفِ ، فدَعاني فقالَ خُذ هذا العُنقودَ فأبلِغهُ أمَّكَ فأكلتُهُ قبلَ أن أُبلِغَه إيَّاها فلمَّا كانَ بعدَ ليالٍ قالَ لي ما فَعلَ العُنقودُ هل أبلَغتَه أمَّكَ قُلتُ : لا فسمَّاني غُدَرَ”.
” إسناده صحيح ورجاله ثقات إلّا أنّه في الرواية عن النبي عكس ما ذكر هاهنا ففيه أنّ أمّه بعثته إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بقطف من عنب فأكل منه قبل أن يبلغه النبي – صلى الله عليه وسلم – فلمّا جاء به أخذ بإذنه فقال له يا غدر وقال المرء مع من أحب والقصة مختلف فيها فيحتمل أن يكونا قصتين .”