إحسان الطهور وإكماله يزيل الغفلة في الخشوع

اقرأ في هذا المقال


تعريف الطهارة:

إنّ الطهارة هي النزاهةُ والنظافةُ. وجاء في اللسانِ أنّ الطهر: هو نقيض الحيضِ، والطهرِ نقيض النجاسة، والجمع أطهار، وقد طَهَرَ يَطْهُر وطَهُرَ طُهْراً وطهارة المصدران عن سيبويه.
والطهور: هو اسم الماء، وهو كلّ ماءٍ نظيف، وماءٍ طهور أيّ الذي يتطهرُ به، وكل طهورٍ طاهر، وليس كل طاهرٍ طهوراً. فقال تعالى: “وأنزلنا من السماءِ ماءً طهوراً” والطهور في اللغة هو الطاهر المُطهر؛ وذلك لأنهُ لا يكون طهُوراً إلّا وهو يتطهر به، مثل الوضوء.

إحسان الطهور وإكماله:

لا شكّ بأن إحسان الطهارة سواء كان مثل الوضوء والغسل على الوجه الأكملِ يُعين على الخشوع في الصلاة، وقد حذّرالنبيّ صلى الله عليه وسلم من النقص في ذلك، وترك استيعاب غسل الأعضاء في الوضوء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أسبغوا الوضوء، فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال: “ويلٌ للأعقاب من النار” ولفظ مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً لم يغسل عقبه، فقال: ويلٌ للأعقاب من النار، وفي لفظِ مسلم أسبغوا الوضوء، فإني سمعتُ أبا القاسم عليه الصلاة والسلام يقول: ويلٌ للعراقيب من النار.
وعن رجلٍ من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام: أن النبي عليه الصلاة والسلام صلَّى الصبح، فقرأ الروم فالتبسَ عليه، فلما صلَّى قال: “ما بال أقوام يصلُّون معنا ولا يحسنون الطُّهور، فإنما يَلبِس علينا القران أولئك ” وفي لفظ لأحمد من حديث أبي روح الكلاعي: “إنما يلبس علينا الشيطان القراءة من أجل أقوامٍ يأتون الصلاة بغير وضوء، فإذا أتيتم الصلاة فأحسنوا الوضوء”.
وفي لفظٍ آخر صلى الصبح فقرأ فيها الروم، فأوهم، وفي لفظٍ له أنه صلّى مع النبي عليه الصلاة والسلام الصبح، فقال بالروم فتردد في آيةٍ، فلما انصرف قال: إنه يلبسُ علينا القرآن أنّ أقوام منكم معنا لا يحسنون الوضوء، فمن شهد الصلاة معنا، فليُحسن الوضوء، وأوردهُ ابن كثير في تفسيره في آخر سورة الروم، ثم قال، وهذا إسنادٌ حسن، ومتنٌ حسن وفيه أمرٌ عجيب، ونبأ غريب، وهو أنه عليه الصلاة والسلام تأثر بنقصان الوضوء من إئتم به، فدلّ ذلك على أن صلاة المأموم متعلقةً بصلاة الإمام.
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في موضعٍ آخر، ودل هذا على أنّ إكمال الطهارة يُسهل القيام في العبادة ويُعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها، وقال السندي رحمه الله تعالى، عن الحديث المذكور وفيه تأثير الصحبة في أكمل الأحوال يظهرُ فيه أدنى أثر.
ونستنتج ممّا تقدم أن النقص في الطهارة يؤثّر على المصلي، ويتعدى تأثيرهُ إلى الإمام إذا كان ذلك المقصر في الوضوء يُصلي في جماعة والله المستعان.


شارك المقالة: