من علامات الساعة الصغرى مساعدة المرأة زوجها في التجارة

اقرأ في هذا المقال


مساعدة المرأة زوجها في التجارة

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: أخبَرَنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعَلاماتِ اقْتِراب يوم القِيامَة وأشراطِه حتى نكونَ على استِعدادٍ له بالتوبَة وإخلاص الإيمان للهِ سُبحانَه، ومن ذلك أنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:“بين يَدَيِ الساعَة، أيّ: مِن عَلاماتِ قُرب القِيامة تَسليمُ الخاصَّةِ، أيّ: يُسلِّمُ المَرءُ على خاصَّتِه، ومَن يعرِفُه دون السَّلامِ على عامَّةِ المُسلِمينَ إذا مَرَّ بهم، وفُشو التِّجارَة، أيّ: انْتِشارها حتى تُعينَ المَرْأَةُ زَوْجَها على التِّجارَةِ” وذلك بأن تُتاجِرَ معه في الأسْواقِ بل ومع غيْرِ زَوْجِها وقَطْعُ الأرْحام، أيّ: عَدَمُ التَّواصُلِ والتَّوادُدِ بين الأقارِبِ، وفُشوُّ القَلَم، أيّ: انتِشار الكِتابَةِ وظهور العِلم، وظُهورُ الشَّهادَةِ بالزُّورِ، أيّ: انْتِشار الشَّهادَة بالباطِلِ بين الناسِ بأن يَشهَدَ المَرء بما لا يَعلَمُ أو يَشهَدَ على غيْرِ الحقيقة، وكِتْمانُ شَهادَةِ الحقِّ، أيّ: إخْفاءُ شَهادَةِ الحَقِّ في القَضاءِ وغيْرِه خوْفًا أو تَكاسُلًا، وهذه عَلاماتٌ تَدُل على ظهورِ الباطلِ واستِقْوائِه على أهلِ الحَقِّ”.
وفي الحديثِ: عَلَمٌ من أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”. صحيح الأدب المفرد.
وشرح هذا الحديث يكون بأن هذه العلامة تتضمن أمرين أحدهما معزز للأخر وهما.
الأول: وهو انتشار التجارة، وهي أمر ملاحظ في زماننا، بل ما عرفت الحركة التجارية في عصرٍ من العصور رواجاً وانتشار كعصرنا، بحيث أصبح بالإمكان التعاطي مع البضائع مع أيّ بقعةٍ في الأرض مهما بعدت، يضاف إلى ذلك انتشار التجارة والتسوق عبر الانترنت، وهذه العلامة فشو التجارة نحن أهلها.
أما الثاني: فهو إدخال العنصر النسائي في التجارة بشكلٍ ملحوظ، وقد عبر عنه الحديث بقوله حتى تعين المرأة زوجها، وهذا التعبير له دلالتان:
الدلالة الصريحة: وهي مساعدة المرأة لزوجها: وهذا المعنى في حدّ ذاته ليس فيه ما يحرم، ولكن إشارة الحديث تدل على رغبة في الدنيا، واستهتار في العفة والفضيلة والحياء، فالأسواقُ هي عبارة عن شرّ البقاع، والنساء هي أعظم فتنة تخوف منها النبي عليه الصلاة والسلام، فكيف إذا تواجدت أعظم فتنة في شر البقاع التي باضَ فيها الشيطان وفرخ، وفيها نصب حبائلهِ.

الدلالة الضمنية:
وهي إدخال العنصر النسائي في التجارة بشكلٍ ملحوظ: وهذا المعنى الضمني نستشفهِ من مضمون الحديث، ويدخل ضمناً في المعنى الصريح، وعليه لا يقتصر مراد النبي عليه الصلاة والسلام على الزوجة، وإن كان فيه الإشارة إلى الغالب، وقد تساعد الابنة والأخت وغيرها.
ولعل النبي عليه الصلاة والسلام أشار هنا إلى بداية إدخال العنصر النسائي في التجارة، فأول صورة المقبولة مساعدة المرأة زوجها في التجارة. وكذلك يمكن القول أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر التجارة من باب الأغلب، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يشمل مساعدة المرأة زوجها في تكاليف الحياة من خلال امتهانها وظيفة ما سواء كانت تجارية أو غيرها.

ما هي علامة مساعدة المرأة زوجها في التجارة

ونستخلص من علامة مساعدة المرأة لزوجها في التجارة هي كما يلي:
1. إن الحديث يُبين صراحةً إلى مساعدة المرأة زوجها في التجارة، وهذا ملاحظ، وأنها تُعتبر علامة من علامات الساعة؛ لأنها إقحام المرأة في الأسواق بهذا الشكل غير المعهود، ولدواعي لا تقتضيها الضرورة أمرٌ مخالف لما كان عليه المسلمون الأوائل، وارتباط الأمر بعلاماتِ الساعة فيه إشارةً إلى أن هذه المعاونة غير منظبطةً بضوابط الشرع، وليس لها دواعي سوى التكسب والطمع، لذلك ربط النبي عليه الصلاة والسلام بينها وبين فشو التجارة وانتشارها، وهذه العلامة بالوصف المذكور سابقاً ملحوظةً بشكلٍ لا يحتمل التأويل، وما يقع في الأسواق بين النساء والرجال من منكراتِ أمرٍ ملحوظ، ولعل هذه العلامة معززة لما حذرنا منه النبي عليه الصلاة والسلام من فتنة النساء.
2. إنّ الحديثُ يدلُ ضمناً على إخراج العنصر النسائي من وظيفتهِ الأساسيةِ في البيت وإقحامهِ في معترك الوظائف والعمل والتجارة وغير ذلك، وهذا المعنى هو إحدى إفرازاتُ الحرب الغربية وأسموه بتحرير المرأة، ونتائجها واضحةً للعيان في كل مكانٍ، حيث أصبحت المرأة تزاحم مع الرجال في المواصلات والأسواق والمحلات والوظائف وغير ذلك وما رافق ذلك من امتهان لكرامة المرأة وهتكٍ لعِفتها وطهارتها.
3. أيضاً أنه ليس في الحديث ما يشير إلى تحريم معاونة المرأة زوجها، بل قصارى مفهوم الحديث في الدلالة على حالة شاذة منحرفة لا تحتكم إلى ضوابط الشرع، وقرينة ذلك اعتبار الأمر من علامات الساعة.
4. وهذه العلامة أيضاً فيها إشارةً إلى فساد حال الرجال قبل النساء، وتمكن الطمع فيهم، واستِهانتهم بالعفة والكرامة.


شارك المقالة: