من وصايا الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا والفضائل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
من أصابه أرق بالليل:
وكان النبي الكريم يوصي بدعاء لكل من يصيبه أرق في الليل وهو ما روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: “شكوت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أرقًا أصابني فقال: «قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي يا قيوم، أهدئ ليلى، وأنم عيني» فقلتها فأذهب الله عني ما كنت أجد”. [أخرجه ابن السني].
ومن الأحاديث التي ورد فيها ذلك الأمر هو عندما علم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خالد بن الوليد حين اعتراه الأرق أن يقول: “اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا، أن يفرط علي أحد منهم، أو أن يطغى، عز جارك وجل ثناؤك. وفي رواية: وتبارك اسمك، ولا إله إلا أنت”. [رواه الترمذي والطبراني كما في الترغيب]
الزهد في الدنيا:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور».
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتكم لمرضك، ومن حياتك لموتك. [رواه البخاري]
كفارة المجلس:
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بغفارة ما بعد المجالس حينما يكثر فيها الغلط وهو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك»”.
[رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن حبان في صحيحه]
في فضل التسبيح:
وقد أوصى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالتسبيح(سبحان الله وبحمده) وما له من فضل كبير وهو ما روي عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: “قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟» قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: «إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده»”. [رواه مسلم والنسائي]
وفي رواية لصحيح مسلم ما ورد عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده»”.
ومن قال سبحان الله العظيم وبحمده غرس له له بها نخلف في الجنة وهي من الوصايا التي وصى بها النبي محمد وهو ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له بها نخلة في الجنة»”. [رواه البزار بإسناد جيد]
ومن الأحاديث الدالة على فضل قول قول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم هو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»”.
[رواه البخاري ومسلم والترمذي]
ومن الأحاديث الدالة على هذا الأمر وصحته هو ما روي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ”.
رواه الترمذي (3464) وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب
غراس الجنة:
وكان من وصايا النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام هو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – مر به وهو يغرس غرسًا فقال: “«يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟» قلت: غراسًا، قال: «ألا أدلك على غراس هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، يغرس لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة»”.
[رواه ابن ماجه بإسناد حسن واللفظ له، والحاكم وقال صحيح الإسناد]
تعويذة من العقرب:
وقد أوصى النبي بكلمات إذا دعا بها العبد لم يصيبه أي ضر أة شر وهو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال: «أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك»”. [رواه مالك ومسلم والترمذي وحسنه]
وفي لفظه قال: “«من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره حمة تلك الليلة». قال سهيل: فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعًا”. [رواه ابن حبان في صحيحه]