من وصايا النبي محمد قبل وفاته

اقرأ في هذا المقال


من وصايا النبي محمد قبل وفاته:

كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابته الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا الفضل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصار:

لقد بلغ حب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم للأنصار مبْلغاً يتمناه الكثير، لدرجة أن الكثير من الصحابة كانوا قد ذكروا ذلك في كتاباتهم، أمثال البخاري الذي جعل باباً في صحيحه بعنوان: “باب حب الأنصار من الإيمان”، وقبل وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعدة أيام أوصى رسولنا الكريم أصحابه رضوان الله عليهم وأمته أيضاً بالأنصار.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ” فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصعد المنبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي (بطانتي وخاصتي)، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)”، رواه البخاري.

الصلاة:

عبادة الصلاة أو ركن الصلاة هو ركن من أعظم أركان دين الإسلام بعد ركن الشهادتين، حيث أن الصلاة هي أول شئ يحاسب عنه العبد قي يوم القيامة، ومن الدلالة على أهميتها أنها كانت الصلاة قُرَّة عين النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حياته، فعلى الرغم ما كان به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من ألم ووجع من شدة مرضه قبيل وفاته، إلا أنه أوصى بالصلاة كثيراً، حيث أكد ذلك ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: “كانت عامَّة وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، وما ملكتْ أيمانُكم، حتى جعل يُغرغِر بها في صدره وما يُفيض بها لسانه” رواه أحمد.
وأيضاً ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم” رواه أبو داود.
وقد قال السندي: “قوله: (آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: في الأحكام، وإلا فقد جاء أن آخر كلامه على الإطلاق: الرفيق الأعلى (الصلاة): أي الزموها واهتموا بشأنها ولا تغفلوا عنها، (وما ملكت أيمانكم): من الأموال أي أدوا زكاتها، ويحتمل أن يكون وصية بالعبيد والإماء، أي: أدوا حقوقهم وحسن ملكتهم. .قوله: (حتى ما يفيض بها لسانه) أي ما يجري ولا يسيل بهذه الكلمة لسانه”.
ومن الدلائل على أهمية الصلاة هوو ما قاله ابن الأثير: “كان آخر كلامه (يقصد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم): الصلاة وما ملكت أيمانكم”.

التحذير من بناء المساجد على القبور:

عن أم المؤمنين السيدة عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قالا:” لما نُزِلَ (مرض الموت) برسول الله صلى الله عليه وسلم طفِق (جعل) يطرح خميصة (ثوب) له على وجهه، فإذا اغتم (احتبس نفسه) كشفها عن وجهه وهو كذلك يقول:لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر مثل ما صنعوا” رواه البخاري.
ومما روي في هذا الأمر أيضاً عن جندب رضي الله عنه قال: “سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك)” رواه مسلم.
وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنهم قد تذاكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مرضه، فذكرت السيدة أمُّ سلمة والسيدة أمُّ حبيبة رضي الله عنهما كنيسة رأينها في الحبشة فيها تصاوير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة” رواه البخاري.
كما قال ابن حجر: “وكأنه صلى الله عليه وسلم علِم أنه مرتحل من ذلك المرض فخاف أن يُعَظَّم قبره كما فعل منْ مضى، فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم”.
وأيضاً قال ابن رجب: “هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى”.
وقال القرطبي أيضاً: “وكل ذلك لقطع الذريعة المؤدية إلى عبادة مَنْ فيها، كما كان السبب في عبادة الأصنام”.


شارك المقالة: