موقف العلماء من المتشابه من الآيات

اقرأ في هذا المقال


الموقف الواحد: وهو موقف يتمثَّل في حمل الآيات المتشابهة على المحكم: ويعني هذا الموقف حمل الآيات التي جاءت متشابهة التي تشير التي تفيد في ظاهرها إثبات صفات العلو الحسي والجهة لله والمكان، او الحركة والمجيء الحسي لله تعالى على المحكم من الآيات، مثل قوله تعالى ﴿ لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ [الشورى ١١] وكما يحمل على قوله تعالى ﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾ [الإخلاص ٢] وقوله تعالى ﴿یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا یُحِیطُونَ بِهِۦ عِلۡمࣰا﴾ [طه ١١٠] فيقول علماء هذا الفن : الظواهر ليست مراد الله، بل هناك معنى آخر أراد الله به، فالظواهر مستحيلة في حق الله لأنَّ الله منزهٌ عن كل صفات النقص.

اختلاف العلماء في الآيات المتشابهة

  • من كان من أهل القرون الثلاثة الأولى وهم خير الخيرين التي تكلَّم عنها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم بقليل، ومن لحقهم وأخذ بقولهم إلى يومنا هذا، يُطلق عليهم  السَّلف (المفوضة) فهم يقولون: نفوِّض المعنى إلى الله – أي معنى الآية – فهم يقولون مثلاً في قوله تعالى  ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه ٥] ننزِّه الله تعالى عن الجلوس والمكان، وأن يكون له حيّز أو مكان، وبعد ذلك نفوِّض المراد من الآية إلى الله تعالى، ولهم عبارات نُقلت عنهم بأسانيد صحيحة متصلة كما نقلها عنهم تلامذتهم.
  • من كان من آواخر القرن الرابع الهجري وما بعده من العلماء والفقهاء، ومن تكلّم وأخذ بقولهم إلى يومنا هذا، وهم من يُطلق عليهم (المؤولة) ، وهم يقولون: نؤول المعاني الواردة عن الله مع التنزيه مثال قوله تعالى ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه ٥] فهم يقولون ننزه االله تعالى عن الجلوس والمماسّة وأن الله يتخذ حيز ومكان لأنّ الله منزّه عنهما، وبعد ذلك نقول أن المراد بذلك( إثبات الملك والسلطان التام لله تعالى- والتاويل هو صرف النص عن ظاهره مع تفسير المراد من الآية).
    والدافع للتأويل هو دفع فكرة التجسيم عن عقول العوام، لأنّ التفسير على ظواهر النصوص يؤدّي إلى التجسيم، وقد ورد عن مثل الرأي أقوال نُقلت من علماء السَّلف الصالح كما جاء في تفسير قوله تعالى ﴿وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفࣰّا صَفࣰّا﴾ [الفجر ٢٢] ذكر الإمام الطبري في تفسيره عن قتادة رحمه الله تعالى قال : صفوف الملائكة .
    وجاء في نفس المصدر عند قوله تعالى ﴿یَوۡمَ یُكۡشَفُ عَن سَاقࣲ ﴾ قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمرٍ شديد.

شارك المقالة: