اقرأ في هذا المقال
بعد وصول رسالة أبي سفيان إلى جيش مكة حيث كان مضمون تلك الرسالة أن طلب منهم الرجوع ولا داعي للحرب مع جيش المسلمين لأنّه أفلت بالعير قبل وصول جيش المسلمين، ومع استعداد جيش مكة للرجوع إليها، ومع تمتع أبو جهل بصفات الطغاة، أمر أن لا يرجع الجيش وأن يستمر بالمسير نحو بدر، وأمر أن يقيموا فيها ويأكلوا من الطعام ويشربوا من الخمر وعزف القيان.
واستمر إصرار أبي جهل بعدم رجوع الجيش وعصيانه للأخنس بن شريق الذي أشار إلى الجيش بالرجوع، فرجع الأخنس ومعه بنو زهرة الذي كان حليفاً ورئيساً لهم، وعندها لم يشهد تلك الغزوة من بنو زهرة أيّ أحد منهم، وكان عدد قبيلة بني زهرة حوالي ثلاثمئة رجل حيث وافقوا كلام الأخنس بن شريق، وحتى أنّ قبيلة بنو هاشم كانت تهم بالرجوع إلى مكة إلّا أنّ أبا جهل اشتد عليهم وأمرهم بعدم المفارقة، وبعد رجوع بنو زهرة وطاعتهم لكلام الأخنس أصبح عدد المقاتلين في جيش مكة نحو ألف مقاتل، فساروا متجهين نحو بدر حتى باتوا قريبين منها ونزلوا فيها.
فكان أبو جهل هو من رفض أوامر أبي سفيان بالرجوع إلى مكة من دون أن تحدث الحرب، لكنّ أبا جهل كان يقصد الشر بالحرب لكرهه للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.