نشأة الاقتصاد الإسلامي

اقرأ في هذا المقال


إنَّ علم الاقتصاد الإسلامي لم يظهر كعلم مستقل منذ ظهور الإسلام، إنَّما مَرّ بعدة مراحل إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن، فلا بد من التعريف بعلم الاقتصاد الإسلامي أولاً ثمَّ الحديث عن تلك المراحل.

تعريف الاقتصاد الإسلامي:

تعددت الآراء وكثرت المؤلفات في تحديد معنى الاقتصاد الإسلامي، إلّا أنَّ هناك فكرة واحدة جمعت النقاط الأساسية لكل التعريفات. فيمكن القول بأنَّ الاقتصاد الإسلامي هو علم يُحدد مجموعة من الأحكام والحلول الشرعية للنظريات والقوانين الاقتصادية، ويدرس الموضوعات الاقتصادية المُستجدَّة من منظور إسلامي، والاستغلال الأمثل للموارد وتوظيفها في تحقيق التنمية والأمن والاستقرار للبلاد.

المراحل الأولى لظهور الاقتصاد الإسلامي:

بما أنَّ الإسلام جاء شاملاً لكل مجالات الحياة، فإنَّ الاقتصاد الإسلامي وُجِدَ بوجود الإسلام، لكنَّه لم يظهر كعلم مستقل. فقد وضع الإسلام منذ البداية مجموعة من الضوابط والأحكام التي تنظم المعاملات المالية في الدولة الإسلامية، وأولها الزكاة والتي هي ثالث ركن من أركان الإسلام، ثمَّ بين طرق كسب المال وآلية تنميته وأوجه إنفاقه، وحدَّد طرق توزيع المال بعد وفاة الإنسان الذي يملك المال بأحكام الميراث خوفاً من ضياعه أو وقوع خلافات بين الناس. ثمَّ شرعت أنظمة اقتصادية للتعامل بالأموال والموارد من بيع ومضاربة ومزارعة ومساقاة ورهن وشركات وغيرها. وما يتعلق بالقضاء على الفقر والبطالة من نفقات وكفارات وفدية وجزية.

في القرنين الثاني والثالث الهجريين ظهرت علوم شرعيه مستقلة، إلّا أنَّ علم الاقتصاد الإسلامي لم يكن من هذه العلوم، واقتصر على ظهور كتابات فقهية بحثت فقط في الأحكام الشرعية، مثل كتابات ابن خلدون وكتاب الخَراج لأبي يوسف وغيرها.

المراحل الأخيرة لظهور الاقتصاد الإسلامي:

ظهرت الكتابات الحديثة في الاقتصاد الإسلامي كعلم مستقل في النصف الثاني من القرن، والتي ركزت على مبادىء الاقتصاد الإسلامي. وظهرت في العقدين الأخيرين بحوث وكتابات استَخدمت أدوات التحليل الاقتصادي للأحكام الشرعية والمعاملات المالية الإسلامية، واستمرت في دراسة الموضوعات الاقتصادية المُستجدَّة من منظور إسلامي حتى يومنا هذا، كان حصيلته الكثير من المؤلفات والبحوث والدراسات، ووجِدَت مراكز البحوث المختصة بذلك، وفتحت قنوات متخصّصة للحوار حول الموضوعات الاقتصادية الإسلامية.


شارك المقالة: