نشأة التفسير

اقرأ في هذا المقال


نزل الوحي الإلهي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ⁠ نًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ [يوسف ٢] ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِیࣲّ مُّبِینࣲ﴾ [الشعراء ١٩٥] فأمر الله بتلاوة القرآن وتدبره، والإستماع وافنصات إليه، ونبه على أنّه القول الفصل، والحجة البينة، والذكر الحكيم الهدى والحق،  ﴿لَّا یَأۡتِیهِ ٱلۡبَـٰطِلُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِیلࣱ مِّنۡ حَكِیمٍ حَمِیدࣲ﴾ [فصلت ٤٢]

التفسير في اللغة: الظهوروالكشف، وفسر الشيء، يُفسر وفسره: أبانه قال تعالى ﴿وَلَا یَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِیرًا﴾ [الفرقان ٣٣] ولم ترد كلمة ( تفسير) في القرآن في غير هذا الموضع: سورةالفرقان.

والمعنى الإصطلاحي: بيان معانيه على أي وجه من وجوه البيان وقال بعضهم: التفسير هو علم بمعاني القرآن، وناسخه ومنسوخه، ومجمله ومبينه، ومتشابهه ومحكمة.

التأويل:قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: ” التأويل: التفسير والمرجع والمصير” وقال أبو جعفر الطبري” وأمّا معنى التأويل في كلام العرب فإنه التفسير والمرجع والمصير، ولهذا ورد التأويل في مواقع كثيرة من كتاب الله تعالى.

مصادر التفسير:

قلنا أنّ القرآن نزل باللغة العربية، وعلى منهج بلاغتهم، وينبغي على هذا أن يكون مأخذ التفسير من اللغة، أو أن تكون اللغة العربية طريق معرفة القرآن قال تعالى ﴿حمۤ (١) تَنزِیلࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٢) كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ (٣) بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ (٤)﴾ [فصلت ١-٤] وقد دلت الآيات على أن العالم محجوج بالقرآن.

ولا خلاف على كل حال أنّ هناك الكثير من آيات القرآن العظيم واضحة في  معناها، وهي تلك التي تتعلق بأساسيات الدين وأصول الأحكام، وهذه الآيات يستطيع أن يفهمها عامة الناس، وكذلك يوجد آيات مبهمة أو تسمّى متشابهة، يصعب أن يفهمها العامة، ولا يستطيع أن يقف على فهمها إلّا العلماء.

وقد اصطلح علماء التفسير على كلمة التفسير بالمأثور وهو ما كان تفسير القرآن بالقرآن، والتفسير المرفوع إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما تمّ نقله عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فتفسير القرآن بالقرآن هو لب وخلاصة التفاسير، وأمّا ما جاء عن رسول لله عليه وسلم من تفسير، فياتي بعده.


شارك المقالة: