مع بداية اعتداءات المشركين في أواخر السنة الرابعة من النبوة ، حيث بدأت بشكل تصاعدي ، تزداد شدَّة الاعتداءات والعذاب يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ، حتى تفاقمت كثيراً في أواسط السنة الخامسة للنبوة، وأخذوا يفكرون في حيلة أو حجةٍ تنجيهم وتبعدهم من شدّة هذا العذاب الأليم وكثرة المعاناة التي لا تطاق، وفي هذا الظرف نزلت سورة الزّمر التي تشيرُ إلى اتخاذ قرار و سبيل الهجرة ، وأعلنت بأنّ أرض الله ليست ضيقة فقال عزّ وجلّ ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ).صدق الله العظيم
هجرة الحبشة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أنَّ أصحمّة النجاشي وهو ملك الحبشة آن ذاك ملك صاحب عدل لا يظلم عنده أحد ، وكان يعرف أنَّه لا يظلم عنده أحد أبداً ، فكان أمره للمسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم من الفتن، وخوفاً من عملٍ غير معروف من قريش. وفي شهر رجب من السَّنة الخامسة من النبوة هاجر أوّل أفوج الصحابة إلى الحبشة قاصدين ملكها متأملين منه أن يحميهم من ظلم كفار قريش.