وصايا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في العمل:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوصايا التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا من دور وفضل كبير في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
قال الله سبحانه وتعالى: “وَهُوَ الَّذي سَخَّرَ البَحرَ لِتَأكُلوا مِنهُ لَحمًا طَرِيًّا وَتَستَخرِجوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسونَها وَتَرَى الفُلكَ مَواخِرَ فيهِ وَلِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ”.…سورة النحل.
وقال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”…سورة الملك.
كما قال الله تعالى: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”...سورة الجمعة.
ومن وصايا الرسول الكريم محمد في العمل:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: “لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ” رواه البخاري.
ومن الأحاديث التي حث فيها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على العمل، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” ما أكل العبد طعاماً أحب إلى الله من كدِّ يَدِهِ ومن بات كالاً من عمله بات مغفوراً له ” . 1179 ج 24 ص 298 صحيح و ضعيف الجامع الصغير.
وقد أوصى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن نعطي العامل أجره قبل أن يجف عرقه أو بعد أن ينهي عمله مباشرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ” . سنن ابن ماجه ج 7 ص 294 .
وقد حث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية أن يأكل المسلم مما يزرع ويحصد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “لاَ يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا وَلاَ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلاَ دَابَّةٌ وَلاَ شيء إِلاَّ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ” رواه مسلم.
وقد صافح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلاً، فوجد النبي محمد أن يد ذلك الرجل ذو ملمس خشن وذلك من آثار العمل اليدوي الذي كان يقوم به فقال حينها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: “هذه يد يحبها الله ورسوله”.
عن الصجابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها “. قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 11.
ومن الأحاديث التي تكلمت عن العمل هو ما روي عن أبي عبد الله الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لأن يأخذ أحدثكم أحبُلةُ ثم يأتي الجبل، فيأتي يحُزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجههُ، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه))” رواه البخاري. 2/540-
وعن الصحابي الجليل أبي هُريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحداً، فليعطيه أو يمنعهُ))” متفق عليه. 3/541-
وعنه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: ” كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده” رواه البخاري. 4/542-
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كان زكريا عليه السلام نجاراً” رواه مسلم.
وقد حث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على أن يأكل الأنسان من عمل يده وهو ما روي عن المِقدامِ بن معدي كرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكُل من عمل يديه، وإن نبي الله داود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده” رواه البخاري.
وعن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيه العطاء فيقول : “أعطه من هو أفقر مني فيقول له الرسول عليه الصلاة والسلام: خذه؛ إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، فتموله فإن شئت كله، وإن شئت تصدق به، وما لا فلا تتبعه نفسك”.