وصايا الرسول محمد في شهر رمضان المبارك:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوصايا التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا من دور وفضل كبير في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وهو ما أخبرت به السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره” «رواه مسلم».
كما كان من هدي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر كان يوقظ أهله للصلاة وأيضاً للذكر وأيضاً للدعاء؛ وذلك حرصاً من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على اغتنام تلك الليالي المباركة التي تستجاب فيهن الدعوات، وهو كما كما أخبرت به عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا اليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر”. متفق عليه.
ومن الأحاديث الدالة على ذلك هو ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
كما كان النبي يوقض أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان وهو ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”. متفق عليه واللفظ للبخاري.
وعن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قُبَّة تركية على سُدَّتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده، فنحاها في ناحية القبَّة، ثم أطلع رأسه فكلَّم الناس، فدنوا منه فقال: ((إني اعتكفتُ العشرَ الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفتُ العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف))، فاعتكف الناس معه، قال: ((وإني أُريتها ليلةَ وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء))، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر”. متفق عليه واللفظ لمسلم.
ومن الأحاديث التي تحدثت على أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يهتم بالعشر الأواخر من شهر رمضان هو ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحرِّيَها فليتحرَّها في السبع الأواخر” متفق عليه.
وعن ما ذكر في ليلة القدر في العشر الواخر هو ما روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” متفق عليه واللفظ للبخاري.
وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو، فاعف عني))” رواه أحمد وأصحاب السنن واللفظ للترمذي.