وصايا النبي محمد في كتاب الله عز وجل:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوصايا التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا من دور وفضل كبير في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
إن القرآن الكريم هو المصدر الأول للمسلمين وهو كتاب الله عز وجل الذي نزل على رسول الله، حيث قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب اللَّه وسنتي”، حيث تتضمن هذه الوصية التمسك بكتاب الله عز وجل وبسنّة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأن الأمر بالاعتصام والتمسك بكتاب الله عز وجل يلزم منه الأمر بالاعتصام والتمسك بالسنة النبوية الشريفة أيضاً، في رواية لابن عباس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: “وقد تركتُ فيكم ما إنِ اعتصمتُم به فلن تضلوا أبداً، أمرًا بيِّناً، كتاب الله وسنَّة نبيِّه”.
وقد ضلَّ الكثير حين ادعوا أنهم اكتفوا بالقرآن الكريم دون السنة النبوية الشريفة، إذِ أن الاكتفاء بالقرآن الكريم هو إلغاء للقرآن الذي يزعمون تمسُّكهم به، لأن الله سبحانه وتعالى أمر في كتابه القرآن الكريم بالأخذ بسنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الكثير من الآيات، ومن ذلك هو قول الله سبحانه وتعالى: “{وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(الحشر:7)”.
قال ابن كثير: ” أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر”. وقال السعدي: “وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول صلى الله عليه وسلم على حُكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله صلى الله عليه وسلم”.
وعن المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا هل عسى رجلٌ يبلُغُه الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكَته فيقول: بينَنَا وبينكم كتاب الله، فما وجدْنا فيه حلالاً استحلَلْنَاه، وما وجدنا فيه حراماً حرَّمناه، وإنّ ما حرَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كما حرَّم الله” رواه الترمذي وصححه الألباني، وهذا الحديث هو من أعلام نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.