وصايا النبي محمد في التداوي للمريض:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابته الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا الفضل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
جاءت أحاديث النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأمر بالتداوي، وأن التداوي لا يتنافي مع التوكل، كما لا يتنافي دفع الجوع بالطعام، وأيضاً العطش بالماء.
فعن الصحابي أسامة بن شريك ـ رضي الله عنه ـ قال: “قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: (نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ـ أو قال دواء ـ، إلا داء واحد، قالوا يا رسول الله وما هو ؟ قال الهَرَم” .( الترمذي ).
وقد نهى النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن التداوي في محرم، وقد بين وأوضح لنا أن الله عز وجل قد جعل الشفاء في المباحات من الحلال التي تنفع البدن وتنفع العقل والدين، وعلى رأس تلك المباحات وأهمها هو القرآن الكريم وأيضاً الرقية به، فهو كلام الله الذي يشفي بأمره عز وجل، وأيضاً الأدعية المشروعة.
عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: “إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حُرِّم عليكم”. (ابن حبان)، وأيضاً كذلك قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه : ” إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حُرِّم عليكم “.
كذلك حُرم التداوي بأي شئ قد يمس العقيدة، وذلك من تعليق تمائم أو من خرز أو قلائد أو من هذه الأمور المحرمة، حيث يعتقد فيها المريض أن الشفاء يكون فيها وأن دفع العين والبلاء يكون فيها، لما في هذه المحرمات من تعلق القلب بغير الله عز وجل في جلب نفع أو دفع وإبعاد الضرر، وهذا كله يكون الشرك بالله أو من الأمور والوسائل الموصلة إليه .
فعن الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “من علق تميمة فقد أشرك”(رواه أحمد) .
قال ابن القيم: ” ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان، والذكر والدعاء، والتضرع إلى الله والتوبة، والتداوي بالقرآن الكريم، وتأثيره أعظم من الأدوية، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها”، وبهذا يبقى هدي النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الهدي الأكمل والأعظم أجراً أيضاً.