وفد ثقيف إلى النبي عليه الصلاة والسلام

اقرأ في هذا المقال


وفد ثقيف:

كان قدوم وفد ثقيف في شهر رمضان المبارك من السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة، وكان ذلك بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، وكانت قصة إسلام وفد ثقيف أنّ رئيسهم والذي اسمه عروة بن مسعود الثقفي قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوعه من غزوة الطائف وذلك في شهر ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة قبل أن يصل إلى المدينة المنورة، فدخل عروة بن مسعود الثقفي في دين الله الإسلام.

وعاد عروة متجهاً إلى قومه، ودعا قومه للدخول في دين الله الإسلام، وكان عروة بن مسعود يظنّ أنّ قومه سيطيعونه لأنّه عروة بن مسعود كان سيداً وزعيماً مطاعاً عند قومه، حيث كان أحب إليهم من أبكارهم، فعندما قام يدعوهم إلى الدخول في الإسلام قاموا برميه بالنبل من كل مكان حتى أنّهم قتلوه، وبعد ذلك أقاموا بعد أن قتلوه أشهراً.

بعد ذلك ائتمروا بينهم، ورأوا أنّه لا مقدرة عندهم بحرب من حولهم من أيّ أقوام العرب الذين كانوا قد بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا في الإسلام، حينها أجمع قومه على أن يبعثوا رجلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندها كلموا رجلاً اسمه عبد ياليل بن عمرو، وقد عرضوا عليه ذلك الأمر فرفض، وخاف منهم أن يفعلوا به إذا عاد مثل الذي صنعوا وفعلوا بعروة بن مسعود الثقفي.

وقال عبد ياليل: “لست فاعلا حتى ترسلوا معي رجالا”، فأرسلوا معه رجلين من الأحلاف وبعثوا معه ثلاثة رجال من بني مالك، فصار عددهم ستة، وكان فيهم عثمان بن أبي العاص الثقفي، حيث كان أحدث الرجال سناً بينهم.


وبعد ذلك جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ضرب النبي عليهم قبة في ناحية من المسجد، حتى يسمعوا القرآن الكريم، ويشاهدوا الناس إذا قاموا للصلاة، حيث مكثوا يختلفون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى الدخول في دين الله الإسلام، حتى أنّه سأل رئيسهم أن يكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قضية وكتاب صلح بينه وبين قبيلة ثقيف.

حيث يمون مضمون ذلك الكتاب أن يأذن النبي لهم فيه بالقيام بأعمال الزّنا وشرب الخمور وأكل الربا أيضاً، وأن يترك لهم طاغيتهم عبادة اللات، وأن يعفيهم النبي من الصلاة، وألّا يقوموا بكسر أصنامهم بأيديهم، عندها رفض رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يقبل شيئاً من ذلك الأمر، فخلوا بين بعضهم البعض يتشاورون، عندها لم يجدوا أيّ حل أو أي محيص عن الاستسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان منهم إلّا أن استسلموا وأسلموا، وكانوا قد اشترطوا أن يتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيام هدم اللات، وأنّ قوم ثقيف لا يهدمون اللات بأيديهم قطعاً، فقبل النبي ذلك الشرط.


شارك المقالة: