لكل علم من العلوم المختلفة سواء كانت تلك العلوم ذات طابع أدبي أو الإنسانية تلك الأسرار التي تختبئ خلفها، وهي التي تعمل في النهاية على نجاح هذا العلم أو فشله إذا تم تأديتها وأخذها بعين الاعتبار بشكل جيد، وللمهن المختلفة وذلك المفتاح والقفل أيضاً، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهم الأسرار التي يتضمنها علم فن الإلقاء الإعلامي الإذاعي بشكل خاص .
ما هي أسرار فن الإلقاء الإعلامي
قامت الدراسات العلمية المتخصصة في علم الإعلام والإلقاء الإذاعي بإجراء الكثير من البحوث التي أثبتت أنَّ عملية التواصل التي تتم ما بين مستقبل والمرسل تعتمد بنسبة 93% على المهارات المتخصصة في العرض والإلقاء التي يمتلكها المُلقي، كما وأنَّ مدى قوة التأثير التي يحدثها الملقى في الأفراد المستقبلين تعتمد على مدى وعيه وإدراكه للموضوع الذي يقوم بإلقائه إليهم.
وأثبتت الدراسات أيضاً أنَّ الفرد البشري في حياته الطبيعية يحتاج إلى عملية فن الإلقاء بشكل متكرر ويومي، وهذا الفن لا يتوقف عند الأهداف أو الأغراض ذات الطابع العلمي والعملي فقط بل أنَّ الفرد البشري في أثناء تكلمه مع الزملاء حتى مع العائلة أو مع الأصدقاء فإنه يحتاج إلى عملية الإلقاء، وعندما يحتاج الفرد البشري للتعبير عن الرأي فإنَّه أيضاً يُطبق هذا العلم.
ولهذا السبب فإنَّ على المُلقي أن يستعمل الكلمات والمفردات بالشكل المناسب والجيد، التي تكون مصاحبة للنبرات الصوتية الملائمة والحركات الجسدية التي تتوافق مع الموضوع الذي يقوم الملقى على إيصاله إلى الجماهير المتلقية، دون العمل على انتقاص المعاني أو المحتويات المتخصصة بالموضوع المرسل.
يوجد الكثير من الأنواع المختلفة التي تندرج تحت قائمة علم فن الإلقاء الإعلامي الإذاعي، حيث أنَّ الأفراد يمتلكون الأساليب المختلفة التي تميز كل فرد عن الآخر، كما ويمتلكون الصياغة المعينة التي يتحدثون بها، وكذلك مدى الفصاحة لديهم، وبناءً على هذا فإنَّ الإلقاء الإذاعي يندرج أسفله:
- الإلقاء الرسمي: حيث يستخدم الملقى في هذا النوع من الإلقاء تلك الكلمات ذات الطابع الرسمي والتي يستخدمها فقط في المواقف الرسمية، كمثل المؤتمرات ذات الطابع الرسمي أو حتى ذات الطابع التقديمي، حيث أن المُلقي الرسمي يعتمد في إلقائه على مهارات الإلقاء الجيد المختلفة والمتنوعة التي تؤدي في النهاية إلى التأثير على الجماهير المتلقية.
- الإلقاء الغير رسمي: يستخدم هذا النوع من الإلقاء في المحادثات الغير رسمية، مثل التحدث إلى الزملاء وإلى العائلة أو الأصدقاء.
- الإلقاء باللغة العاميّة: حيث أنَّ هذا النوع من الإلقاء يتم استخدامه بشكل منتشر وواسع في الكلام اليومي بالنسبة للفرد البشري والتي قد تختلف في المناطق المتنوعة أو حتى تبعاً إلى المجتمعات، حيث تعتبر اللغة العامّية هي عبارة عن استعمال المفردات التي يتم تشكيلها.
- الإلقاء الملموس: وهو ذلك الإلقاء الذي يوحي ويوصف الفكرة بشكل ملموس.
- الإلقاء ذو الطابع الدلالي.
لذا فإنَّ أسرار فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي على النحو الآتي:
- إنَّ من أسرار مهنة فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي هو أن يأخذ الملقى الإعلامي المقومات أو حتى المهارات المتخصصة بعلم فن الإلقاء بعين الاعتبار كما وينبغي عليه أن يدرس هذا العلم بشكل متعمق حتى يؤدي إلى التأثير في المستقبلين.
- ومن الأسرار التي تتضح مما سبق ذكرها آنفا الخاصة بعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي أن يطبق الإعلامي نوع الإلقاء تبعاً للموقف الذي يقوم من خلاله بإلقاء معلوماته إلى الجماهير المتلقية.
- ومن الأسرار المتخصصة بعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي أن يعمل الإعلامي بالتدرب على صوت الإلقاء بشكل جيد، وكذلك أن يتدرب على استخدام الإيماءات والحركات الجسدية ، بشكل يتلاءم مع الموضوع الإعلامي الذي يريد توصيله إلى الجماهير المتلقية.
- وحتى ينجح الإعلامي في توصيل رسالته إلى المستقبلين ينبغي عليه أن يحضُر الكثير من الدورات الخاصة بإتقان علم فن الإلقاء الإذاعي، حيث أن المهارة الإعلامية والإلقائية بشكل خاص تنمو مع عملية التكرار والتدرُّب أيضاً، ولهذا فإنَّ التكرار والتدريب يؤدي بالإعلامي إلى أن يُصبح مختلفاً ومميزاً في مجال الإلقاء عن غيره من الملقين، وينبغي على المُلقي الإعلامي أن يسعى بشكل دؤوب نحو الغرض والهدف الذي يسعى إليه قُبيل إلقائه للموضوع وفي أثنائه أيضاً.
وتوجد الكثير من الدورات التي تساعد المذيع المُلقي على تطوير مهاراته وهذا في ما يخص مهارة الإلقاء الأهم في العالم، ولهذا ينبغي على الإعلامي أن يبحث عن تلك الدورات التي تؤدي في النهاية إلى نجاحه ووثوق الجماهير المتلقية به.
إذاً يتضح مما سبق ذكره آنفاً أنَّ لمهنة فن الإلقاء والإذاعة أيضاً البعض من الأسرار الخفية التي إذا وجدها المُلقي تم وصوله إلى درجة النجاح في تلك العملية بشكل خاص وبالتالي أصبح مميزاً عن غيره من الملقين.