من العلوم التي يجب على الإعلامي المقدم المذيع أن يدرسها بشكل متعمق، هو علم الصمت، حيث يعتبر لهذا العلم تلك المكانة والأهمية العظيمة بالنسبة لعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي، بالتالي فإن هذا العلم يؤدي بالإعلامي إلى طريق النجاح، حيث أنه يتيح للجمهور العمل على إبداء رأيه بكل صراحة وراحة وطمأنينة، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهمية تعلم فن الصمت بالنسبة لعلوم الإلقاء الإذاعي الإعلامي.
أهمية الإنصات في علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي
لأن الصوت البشري يعتمد في ظهوره على تمرين كل من الشهيق والزفير، بحيث يصبح من الصعب على الفرد البشري مواصلة الكلام فيأتي علم الصمت بين العبارات والجمل ليعمل على المساهمة في ضبط إيقاع الكلام، وكذلك يعمل على المساعدة في النقل المعنى وأخيراً جذب انتباه الجمهور المستهدف والمتلقى للرسالة الإعلامية.
وهذا الأمر يعني أهمية وقوع ما يعرف بعلم الصمت بين المواضيع التي لا تخل بالمعنى، كأن يكون الصمت ما بين كل من الصفة الموصوف أو المضاف والمضاف إليه، بالطريقة التي يبدو خلالها بأنَّه عبارة عن امتداداً زمنياً للصوت في وضع الصمت إلى جانب كونه حالة من حالات حضور الصوت، وكذلك انتظار لعودته ثانية لتصبح السكوت عبارة عن لحظة مهمة في تكاملية الكيان والشكل النهائي الخاص بالمقطع صوتي.
كما ويتم استخدام واستعمال فن الصمت في نهاية الفقرة أو في نهاية الموضوع ليكون عبارة عن إشعار يعمل على تنبيه الجمهور المتلقي بالانتقال إلى موضوع آخر، وهذا شريطة مراعاة حسن اختيار المواقع الخاصة بالصمت والعمل على ضبط مدته بالشكل الذي يتناسب مع حسن الأداء، وبالتالي تأدية المعنى والتأثير على المستهدفين المتلقين للرسائل الإعلامية بشكل عام.
إلى جانب أنَّ الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة في علم في الإلقاء الإعلامي والإذاعي وبشكل خاص فن الصمت، قد عمدت إلى وضع البعض من القواعد التي ينبغي على الإعلامي المُلقي أن يلتزم بها؛ ليكون عبارة عن مصدر جذب المتلقين والمستهدفين للرسائل الإعلامية.
الشروط كلها تعبر عن أهمية وجوهر فن الصمت الإعلامي حيث أنَّها لا تقلل من جوهرية الاعتناء بالإيقاع، وكذلك ضرورة الالتزام في جملة من القواعد التي تجعل حضور الإعلامي المذيع بشكل إذاعي أو تلفزيوني عبارة عن مصدر متعة لدى الجمهور المتلقى، وهذه القواعد نذكرها في هذا المقال على النحو الآتي:
- أن يقوم الملقى الإلقاء بالصوت المعتدل من حيث السرعة وكذلك اختيار الكلمات المفهومة، بحيث تعتبر السرعة في عملية الإلقاء من أهم المعوقات التي تواجه الملقي الناجح؛ وهذا لأنها تعمل على تأدية تداخل الكلمة في بعضها البعض مما يعمل في النهاية على تشغيل مخرج الحروف بحيث لا تؤدي كل من عضلات الفم واللسان الزمن المناسب والكافي لكي يتم العمل على نطق الحروف بدقة ووضوح تام.
- عنصر الإيقاع حيث أن هذا العنصر يعمل على ضبط الأداء من حيث كل من السرعة والبطء، إلى جانب الجهر أو الخفوت وهذا تبعاً لطبيعة الكلام والحديث والمعاني المقصودة من الموضوع الملقى.
- البعد عن عملية التصنيع والعفوية في النطق إلى جانب عدم تضخيم الصوت أو عدم ترقيقه أو العمل على تقليد أصوات اشخاص آخرين مهما كانوا بتلك الدرجة من النجاح، من الواجب العمل على تكوت الصوت خاصة بذاته، بحيث تكون علامة فارقة له في أذن الجمهور المتلقى.
- أن يمتلك الإعلامي الملقى للرسائل الإعلامية إلى الجمهور المستهدف تلك الثقافة من الناحية الصوتية اللازمة، وهذا من خلال التمرين المستمر والقراءة في المجال المتخصص به، وكذلك التمكن من قواعد النحو والصرف وكذلك الإعراب، إلى جانب العمل على فهم طبيعة وذوق الجمهور المستهدف والمتلقى وكذلك يفهم احتياجاته ومتطلباته ورغباته.
- أن يعرف الإعلامي مواقع ومواطن والوقت الصحيح للصمت أو الحديث إلى جانب معرفة أماكن التنظيم المناسب الذي يعمل على جذب انتباه المتلقى، التي تعمل في نهاية الأمر على تأدية المعنى الصحيح والمرغوب من الموضوع.
- أن يعمد الإعلامي إلى التحضير بشكل جيد للموضوع الذي يريد أن يلقيه قبل قراءته؛ وهذا للتأكد من خلوه من كافة الأخطاء الطباعية والإملائية، وكذلك العمل على تشكيلة من الناحية الإعرابية والنحوية.
- أن يتأكد من صحة كافة الأسماء النصوص التي يريد أن يلقيها على الجمهور المتلقى وبخاصة تلك الأسماء الأجنبية والمصطلحات الموجودة، مع العمل على تقطيع النص إلى جمل بحيث يتم قراءتها بالشكل الذي يتناسب مع قدرة التنفسية وبالطريقة التي لا تخل بصحة المعنى بشكل عام.
إذاً يتضح على الإعلامي أن يدرس علم فن الصمت؛ لِما له من الأثير الكبير على الجمهور الذي سوف يتلقى للرسالة الإعلامية المنقولة.