تغيير الإطار المرجعي في الدعاية السياسية:
يجب إطلاق حكم تقييمي حول موضوع مُعيّن، حيث يمكن استخدام وسيلتين وهُما: فحص الموضوع من الداخل لمعرفة ما إذا كان مناسباً للغاية التي خُصص من أجلها، أو أن نحكم على الموضوع نفسه من خلال المقاييس الخارجية. وقد يلجأ الداعية عادةً لتعديل أو تغيير الأحكام التقيمية من خلال تلك الوسائل.
الفحص الداخلي للموضوع:
إن المسألة تقوم أساساً على تغيير النقطة المرجعية، فالنقطة المرجعية الأولى تعني انتباه الجمهور للموضوع والنقطة الثانية تقوم على تعديل أحكامنا حول موضوع معين عبر تغيير الإطار المرجعي. وهي وسيلة شائعة في مجال الدعاية السياسية. ويجب أن تتعدد وجهات النظر حول الموضوع معين؛ من أجل التوصول إلى الحل الأنسب، حيث أن الفرق بين الدعاية والتفكير أن يقوم الداعية بدفعنا إلى النظر بالوقائع وتفسير هذه الظواهر بشكل مختلف.
ويسعى الإنسان الذي يُفكّر إلى التوليف بين المعلومات التي حصل عليها، انطلاقاً من وجهات النظر المختلفة، حيث أن الوسيلة التي تسعى لها الدعاية يطلق عليها اسم الفحص الداخلي للموضوع وهي نوع من التفكير المنمط.
اللجوء إلى المقاييس الخارجي:
إن المسائل التي تتناولها الدعاية تكون مُعقّدة. وإذا كان الأمر يتعلق بالبطالة أو غلاء المعيشة، يتم اللجوء إلى مقاييس خارجية للحكم عليها، كما نتوجه إلى تكوين رأياً تبعاً لرأي الأشخاص الذين نثق بهم. وتُعرف هذه الظاهرة بالنسبة للذين يمارسون الدعاية السياسية باسم الإيحاء الذي يمارسه أصحاب الخبرة، أمّا إذا كانت المسألة علمية فمن الطبيعي أن رأي المتخصصين في هذا المجال يكون أكثر أهمية من رأي غير المتخصصين.