لكي يصبح الإعلامي والمذيع إعلاميا ناجحاً لا بُدَّ له من أن يتجه نحو التدرب والتمرن على البعض من التدريبات والتمرينات التي تؤدي به إلى النجاح، حيث يعتبر التدرب العلمي شرط من شروط ضمان القدرة على إتمام عملية فن الإلقاء الناجح، كما ويعتبر الطريقة والوسيلة الوحيدة بغية العمل على اكتشاف القدرات ذات الطبيعة الصوتية لدى الشخص، إلى جانب كيفية صقلها وتأسيسها وتجويديها وكذلك جعلها قريبة للكلام من الناحية الطبيعية بعيداً عن التكلف والجهد أو حتى التصنع والتقليد، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهم الخطوات التي من خلالها يتمرن الإعلامي والملقى على مكونات الإلقاء.
التمرين على مختلف مكونات فن الإلقاء
ونذكر فيما يأتي أهم النقاط التي يندرج أسفلها التدرب على الإلقاء:
أولاً: يعمل الميكروفون بالمبالغة في إبراز السمات ذات الطابع صوتي، وبالتالي يظهر سيئاته، ولهذا فإن الدراسة الأسلوب والطريقة في الكلام وكذلك اللغة التي تتوافق وتتناسب مع الشخصية الصوتية لكل متدرب إعلامي من أهم قواعد التدرب التي تؤدي إلى طريق النجاح
ثانياً: كما وأنَّ التدرب في التحكم بسرعة الصوت والطبقة الخاصة به تفيد كثيراً، حيث تعتبر هذه من أكثر الأخطاء التي يقع فيها الإعلامي شيوعاً، وهذا تبعاً لسبب قلة الثقة في النفس وقلة التمرن أو حتى طول النص وتعقده.
ثالثاً: وما ينتج عن التدريب هو إكساب المتدرب تلك القدرة والاستطاعة على تقطيع النصوص وتنظيم النفس كذلك، وهو بمثابة تلك العلامات الترقيمية الكتابية وهذا في اثناء الإلقاء، حيث أنها تساعد المُلقي على ضبط النفس وتسهم أيضاً في إظهار وإبراز المعنى المراد والمقصود.
رابعاً: التدرب على عملية فن الإلقاء تساعد على التخلص مما يؤثر في الرسالة الصوتية إلى جانب التنظيم الثابت، كما وتعمل على إكساب الإعلامي الملقى تلك القدرة والاستطاعة على التدوين الذي يعبر عن المعنى، من حيث الصوت دون تضخيمه أو حتى ترقيقه لبعض الحروف، حيث أنَّ هذا الأمر يضمن الانسيابية في عملية الإلقاء وحسن اختيار اللحظة المناسبة والمتوافقة مع كل نص تبعاً للموضوع الذي يتم نقلها إلى الجمهور المتلقى حيث أنَّ:
- تعتبر اللهجة الجادة التي تكون ملاصقة للأخبار من الأمور التي تعمل على إضفاء المصداقية على المواضيع، كما وتعمل على زيادة ثقة المستمع المتلقى من الجمهور بالمصدر الذي يتم من خلاله استقاء المعلومات والبيانات وتوصيلها إليهم.
- أمَّا بالنسبة للهجة الصوتية التي يتم نطقها عند قراءة النصوص ذات الطابع العلمي والتاريخي والأدبي تميل كثيراً إلى النظرة الجدية وهذا بغية العمل على زيادة التركيز المعلومات والبيانات في ذهن وعقول الجمهور المتلقى أو المستقبل لها.
- وعند قراءة القصص فإن لهجتها تميل إلى النبرة ذات الطابع العاطفي التصويري، التي تعمل على إثارة الخيال في عقول المتلقين.
- أما بالنسبة لقراءة الشعر فإنَّه وعند إلقائه تجب مراعاة ما يعرف في الجرس الموسيقي للقصيدة الشعرية وهذا تبعاً للبحور الشعرية المختلفة، وبالنسبة للنبرة فإنها تختلف باختلاف نوع الشعر من شعر غزل وحماس أو شعر وصفي أو شعور وجداني أو شعر وطني أو ديني.
وتقول الدراسات العلمية والبحوث المتخصصة في علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي بأنه من الممكن أن يقع الإعلامي في البعض من الأخطاء التي تؤدي إلى فشل العملية الإعلامية ومن بينها عدم نطق الحروف من مخارجها الصحيحة على سبيل المثال وهنالك أيضاً أخطاء متعلقة بالوسيلة التي يتم من خلالها نقل الرسالة الإعلامية المحتوية على الموضوع الإعلامي أو البيانات والمعلومات التي يتم نقلها إلى الجمهور المتلقى، وهنالك مشكلات متعلقة بالجمهور نفسه كالمستوى الثقافي أو الفكري أو الاتجاهات التي يتبنوها.
وأشارت الدراسات الإعلامية إلى الأهمية التي تتضمنها إلى أنَّ عملية التدرب على التمرينات المختلفة، تؤدي بدورها إلى نجاح العملية الإلقائية، حيث أنَّ الكثير من الكتب التي قالت بأنَّ الإلقاء الناجح يحدث التأثيرات على المتلقين المستهدفين من الرسائل المنقولة، ومن المفترض اختيار الرسالة تلك التي تتوافق مع الجمهور المتلقي وأفكاره واتجاهاته على حدٍ سواء.
إذاً يتضح مما سبق ذكره آنفا أن هنالك البعض من الأمور التي يجب التدرب عليها ليتم إتقان عملية فن الإلقاء الإعلامي الإذاعي وبالتالي توصيل الرسالة الإعلامية إلى الجمهور المتلقى بالطريقة الصحيحة والمناسبة المطلوبة التي تحقق التأثيرات على الجمهور من حيث الأفكار أو الاتجاهات وتغيرها.