مفهوم الحديث الإذاعي:
ويقصد به المادة الكلامية الخاصة بموضوع مُعيّن، حيث يوجّه أحد المتخصصين إلى جمهور المستمعين والمشاهدين وعليه يجب أن يتوافر أسلوب السرد. وهي الخاصية التي تميّز الحديث عن المواد الكلامية الأخرى التي تأخذ شكل الحوار أو المناقشات؛ بحيث يشارك فيها المتحدث مع شخص أو أشخاص آخرين.
الحديث الإذاعي بين النص والارتجال:
- فريق يرى ضرورة الارتجال دون اللجوء إلى النص المكتوب؛ وذلك لأنَّ الارتجال يحقق الحيوية للحديث بالإضافة إلى إمكانية تدفقها.
- فريق يرى ضرورة كتابة النص وإعداده؛ لأنه يحقق للمتحدث ضمان مواضيعه وأفكاره الرئيسية، حيث يمكن عرض هذه الأفكار بتنظيم مرتب دون تشويش، مع أهمية استخدام الكلمات والعبارات الواضحة.
- فريق يرى إمكانية الاكتفاء بتسجيل النقاط الرئيسية للموضوع المراد الكتابة عنه. ومن ثم ارتجال الحديث على ضوء هذه الأفكار؛ بحيث يتم ترتيبها وتتابعها من خلال الطريقة التي يحددها المتحدث سلفاً.
كيفية بناء الحديث الإذاعي:
- إنَّ الحديث الإذاعي يخضع لاعتبار الوقت. وعليه يجب أن يأتي في حدود الوقت المخصص له دون استثناء. وهُنا يركّز المتحدث على المعلومات الرئيسية والضرورية في حدود المسموح.
- يكون المستمع في حالة من الاسترخاء أثناء استماعه للحديث. وعليه يجب أن لا يتطلب الحديث من المستمع التفكير المتواصل والذي قد يدفعه للنفور منه.
- يجب توزيع المعلومات والأفكار على فقرات وفترات متفاوتة؛ وذلك لجذب الانتباه وتجديد قابليتهم لمواصلة الاستماع.
- من الضروري أن يكون الحديث مثيراً مُنذ بدايته حتى نهايته. وعليه يجب أن يسير الحديث على وتيرة واحدة من الإثارة وليس الرتابة؛ لأنّهما يشعران المستمع بالنفور والملل.
- كلّما طغت الآراء على الوقائع ساهم في إضعاف انتباه المتلقي. وعليه تكون الحقائق الملموسة أكثر تأثيراً من التفسير والآراء الشخصية.
- إنَّ نهاية الحديث لا تقل عن المقدمة في الأهمية. وعليه يجب أن تكون الخاتمة تترك الانطباع الأخير الذي يخرج به المستمع تجاه الموضوع وتجاه المتحدث.
- يجب على المتحدث أن يكون واعي ويُعبّر عن وجهة نظر خاصة، في الوقت الذي يعج فيه وجهات النظر المختلفة الأخرى بالإضافة إلى الالتزام بقواعد النقد النزيه وقواعد الأدب.
- إنَّ الحديث الإذاعي يكون موجهاً إلى فئة خاصة من فئات المجتمع. وبالتالي فهو يعالج مواضيع تساهم في جذب الجمهور الذي يختلف تكوينه من شخص إلى آخر.