تغييب المرأة إعلاميا في مجالات الحياة المختلفة

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الإعلام السلطة الرابعة، أي أنهُ أداة مهمة جداً في تحريك وتغيير المجتمع وإصلاحه، ويعمل أيضاً على تصحيح الاعتقادات وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، ويساهم في محو الأمية والنهوض بالمجتمعات وتنمية وتطوير ثقافة ومعرفة الفرد في المجتمع وكل ذلك يتحقق؛ إذا كان إعلام حيادي ومدعوم، وتهدف سياسته إلى دعم وتحقيق التنمية للوطن والناس.

دور المرأة في المجتمع

تمثل المرأة جزءاً ودور كبير في المجتمع، ولها أهمية كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وظهر العديد من الجهود في الفترة الأخيرة التي تهدف إلى تطوير وتنمية المرأة في الكثير من المجالات؛ لمساعدتها على تفعيل دورها في المجتمع بشكل أكبر ومثمر أكثر مما هي عليه الأن، إلا أن وسائل الإعلام لم تواكب هذه التطورات وهذه الجهود بالشكل المطلوب، ولم تغطي المشهد تغطية إعلامية حيادية، بسبب وجود العديد من المؤسسات الإعلامية والخطابات التي لا تدعم قضايا وحقوق المرأة ولا تنقل الأحداث والقضايا والأخبار بحيادية وموضوعية تامة خاصة تلك المتعلقة بالمرأة.

تأثير الإعلام على المرأة

يوجد للإعلام أثار إيجابية ويوجد له أيضاً أثار سلبية، تؤثر على تمثيل المرأة بالصورة الكاملة في مجتمعها بمختلف القطاعات ومن هذه الجوانب، ما يعود بالضرر على المجتمع ويتمثل ذلك عند اتخاذه سياسة غير حيادية في نقل المعلومة وعدم كفاءة ووعي المسؤولين في الإدارة لكيفية نقل المعلومة بالصورة الصحيحة بالإضافة الى دعم وتسليط الضوء على أفراد معينة في المجتمع، وترك آخرين بدون ذلك وفي المجتمعات العربية هنالك الكثير من التغييب الذي تشهده النساء في تسليط الضوء على أدوارها لذا على الإعلام هنا؛ أن يكون وسيط في عمليات التغيير ويساهم في تغيير المعتقدات والصور النمطية المجتمعية المغلوطة عن المرأة.

الجوانب التي تشهد تغيبا كبيرا  للمرأة في الإعلام 

الجانب السياسي

كان للمرأة العربية دور كبير في صنع السياسة، وفي الثورات التي كانت تقام في كل مكان وفي صنع الديموقراطية أيضاً، لكن للأسف كان هنالك غياب وتغييب كبير لها في كل ذلك إعلامياً وسياسياً، حيث لا تزال فكرة الإقصاء للمرأة وتهميشها سياسياً موجود لليوم بعد أن شاركت ودافعت دوماً في الثورات والمظاهرات الوطنية في بلدها، خاصة المرأة العربية.

حيث أن كل العالم يشهد بأن المرأة لم تكن خلال الثورات العربية جالسة أو مراقبة، بل كان حضورها فاعلاً ونشطاً في جميع الحالات من أجل صناعة مستقبل الشعوب ونهضتها على أسس الحرية والعدل والنزاهة والكرامة، لذا أن العالم لم يكن عادل أو منصف في حق المرأة وفي طرح قضاياها وجاء نتيجة لكل ذلك مجموعة جهود وخطط واستراتيجيات وبحوث ودراسات علمية لتطوير وسائل الإعلام في تحسين صورة المرأة فيها.

الجانب الاقتصادي

نلحظ في أيامنا هذه وجود الكثير من المشاريع الاقتصادية القائمة، سواء من قبل الرجال أو النساء؛ لكن عند إمعان النظر لذلك نلحظ أن فرص النساء ومشاريعها أقل عرض على وسائل التواصل الاجتماعي ، وحسب دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة  “أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يشارك إلا 20.5% من النساء في النشاط الاقتصادي بشكل عام.

وتشير التقديرات إلى أن 33% من النساء في المنطقة يشاركن في العمالة الهشة (وهي العمالة المختصة بكل الأعمال التي فيها أخطار على حياة الإنسان وأجورها قليلة جداً) مقارنةً بنسبة 23% للرجال وهذه نسب قليلة جداً وغير مرضية، لأنها توضح تواجد المرأة بشكل أكبر من الرجل في المهن المتدنية الأجور مقارنة بالنسبة القليلة جداً لتواجد المرأة في المهن العالية الأجور في الدولة، وللأسف لا يوجد عرض كافي وكامل وحيادي من قبل وسائل الإعلام أو دفاع كافي أيضاً في هذا الموضوع.

معوقات تحد من مشاركة النساء في الاقتصاد ودور الإعلام

السبب الرئيسي في قلة مشاركة النساء في الجانب الاقتصادي بشكل عام في المنطقة العربية، وعدم وجود إعلام مرئي ومدافع عن ذلك ويتمثل في:

  • القوانين والأنظمة غير الداعمة لهذا الموضوع.
  • ارتفاع تكاليف رعاية الأطفال؛ مما يؤدي إلى اضطرار المرأة لترك عملها والبقاء في المنزل.
  • العادات والتقاليد المنتشرة في المجتمع.
  • سوء ظروف العمل وقلة الأجور مثل (عدم وجود ضمان اجتماعي، سوء المواصلات وعدم توفر وظائف مناسبة ولائقة للنساء).
  • رغبة الكثير من النساء وقبولهن لكل الظروف الصعبة التي يمررن بها؛ بسبب عدم وجود أي خيار لآخر منقذ لعيش حياة كريمة وأيضاً بسبب قلة الجهات الداعمة لهن.

وهنا يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بقضايا وحقوق المرأة والمؤسسات الإعلامية أيضاً إيجاد مجال وفرص أوسع لمثيل المرأة بجميع المجالات وبشكل أكبر.


شارك المقالة: