ما هي حرية الإعلام؟
تعتبر حرية الإعلام من الحريات التي تتسع بوتقتها أو تضيق، بحسب الدولة أو المجتمع أو البيئة التي يعيش فيها المواطن، وكلما التزم هذا المواطن بالحريات الإعلامية كلما تفادى الكثير من المشاكل، التي لا بُدّ وأن تحصل في حال تم مخالفة قوانين تلك الحرية، كذلك على حسب الظروف الاجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية على حدٍ سواء، كما وتعتبر حرية الإعلام من أبرز وأهم الأشكال على حرية الرأي وتقديم التعبير.
وتعتبر قضية أو موضوع حرية الرأي والإعلام والتعبير من أهم القضايا والمواضيع التي من المفروض أنَّ تطرح على أرض المجتمعات المختلفة، ومنذ فجر التاريخ حرية الرأي والإعلام تعتبر من أهم الأهداف التي يسعى الباحثون لكي يحققوها على حدٍ سواء.
ومن أجل تحقيق المزيد من الرفاهية والتقدّم في المجتمعات الكُبرى، عملت حرية التعبير على إنارة طريق البشرية من أجل الاستمرار في الكفاح الطويل والمستمر في تلك المجتمعات، حيث أنَّه لا مجال للابتكار والإبداع بدون أية نوع من الحرية خاصة في حرية التعبير والرأي، وحرية طرح الأفكار على المجتمع الذ يعيش به الفرد دون شعوره بالخوف أو التردد على حدٍ سواء.
كما وأنَّ حرية الصحافة والتعبير من أهم الحريات التي من الممكن أن تسمو بها العديد من المجتمعات والدول العربية والغربية على حدٍ سواء، كما أنَّها سبيل لكي يتم توطيد العلاقات ما بين الدول والمواطنين الذين يعيشون ضمن إطارها.
وعندما تكون حرية الرأي والإعلام والتعبير مكفولة حقاً من قِبل الدول والتشريعات أو الدساتير التي تضعها، ومن خلال القوانين التي تضمن للفرد أن يُقدم رأيه بحرية تامة، فإنَّ تلك الدول تضع الفرد تحت بوتقة العلم بالأمور التي تجري تحت إطار الوطن أو المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا على خِلاف المجالات المتعددة كالمجال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغيرها من المجالات ذات العلاقة بالدولة.
وطبقاً للدول ذات الاتجاه الديموقراطي والتي تقتضي أن يقوم الشعب بحكم نفسه بنفسه ضمن قوانين ودساتير موضوعه والتي تصدرها التجمعات الشعبية والمجتمعية، فإنَّ تلك الصور من الديموقراطية تتعارض مع الاعتبارات والمعايير العلمية الموزونة، وهذا بالإضافة إلى طبيعة تلك المجتمعات والبيئات التي يعيش بها المواطينين على حدٍ سواء، بالإضافة إلى كمية المخزون الثقافي لدى الأفراد فيها.
وأما عن تعريف حرية الإعلام بشكلها العام؛ فهي قيام أي فرد أو مواطن أو أي شخص عادي بنشر أي محتوى أو موضوع أو بث مواضيع أو أفكار أو اتجاهات مختلفة، بواسطة وسيلة من وسائل الإعلام المرئي والمسموع في أي وقت وفي أي مكان.
كذلك تعتبر حرية الإعلام ممارسة أي نشاط إعلامي على أرض الواقع، دون الشعور بالإحاساس المجازي أو الحقيقي بالمراقبة أو القوانين التي تعتبر صارمة على البعض والتي من الممكن أن تحدُ من حريته تلك، كما وأنَّ حرية الإعلام تنعكس على وتصحح من مسار الديموقراطية السياسية على حدٍ سواء.
ومن وجهة نظر العديد من الباحثين أنَّ حرية الإعلام هي الحياة التي يعيش فيها الشخص أو الفرد بحرية تامة، وبالتالي لا يمكن أن نحيا أو نعيش يومياً دون إعلام أو حرية مستنيرة، وبالتالي يبني هذا الإعلام الحر ولا يهدم يتقدم ويتطور ولا يرجع للخلف، كذلك يحقق الأهداف للعديد من الأفراد على أكمل وجه بدون أي عواقب أو محددات.
وبالتالي أن الحياة الحُرة التي تكون بدون أي قيود أو محددات أو شروط، هي أن يمارس الإنسان نشاطاته ويؤمن بفلسفته الخاصة وبمعتقداته التي يعتنقها، ويتحقق ذلك من خلال النظام الديموقراطي السياسي والذي ينشد بسلام تام وسعادة متحققة للبشرية جمعاء.
العقبات التي تهدد من حرية الإعلام:
وصف العديد من الباحثين والعلماء العرب الذين بحثوا في الصحافة والإعلام أنَّ هنالك العديد من المحددات التي تهدد من حرية الإعلام والتعبير والرأي على حدٍ سواء، ومن أهم تلك المهددات ما يلي:
- أولاً: الاحتكارات الصحفية سواء على الصعيد العام أو الخاص أو الدولي.
- ثانياً: عدم كفاية واكتمال البُنى الأساسية التي تُمكّن من اتصال جيد ومفيد على حدٍ سواء.
- ثالثاً: المحظورات والتجاهات الثقافية الراسخة لأجل تقديس السلطة بأنواعها دون مناقشة أو تبرير.
- رابعاً: ممارسة المعلنين السيطرة على أنواع الصحف المختلفة على حدٍ سواء.
كما وتؤكد نظرية حرية الصحافة أنَّ على أن يكون النشر حُراً خالياً من أية نوع من أنواع الرقابة، وبالتالي أن تكون تلك الحرية متاحة للجميع.