لكي يصبح الإعلامي إعلاميً ومقدماً ومذيعاً ناجحاً لا بُدَّ من أنَّ الصوت الذي يمتلكه يعمل على تدريبه بحيث يصل إلى الخصائص الصوتية المناسبة حتى يصبح إعلامياً ومُلقياً قائماً بحد ذاته وله كينونته ومنفرداً عن غيره من الُمذيعين الآخرين، من المفروض على الصوت الذي يمتلكه المذيع أن يعمل على توصيل كافة المعاني التي تتضمنها الموضوعات التي يقوم على تقديمها إلى الجمهور المتلقى وتوصيلها إليهم وهذا بالطريقة الصحيحة والمناسبة التي تعمل بدورها بالتأثير على الجمهور بشكل، عام ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن الخصائص الصوتية واستخداماتها في توصيل المعاني وهذا في علم فن الالقاء الإعلامي و الإذاعي.
خصائص الصوت واستخداماته في توصيل المعنى في علم فن الالقاء
يعتبر الصوت البشري عبارة عن صوتاً متفرداً ومتميزاً وهذا من بين أصوات الكائنات الحية الأخرى، حيث أن الصوت البشري يتفوق عن الأصوات التي تمتلكها الكائنات الحية الأخرى وهذا من خلال العمل على إنتاج الكلام الذي يتصف بالتوازن والدِّقة، الذي يعتمد في النهاية على العدد من الألفاظ والأصوات ذات المخارج المعينة والمحددة وبالرغم من أنَّ الإنسان البشري يمتلك ذلك الجهاز الخاص الذي يعمل على إنتاج الأصوات والذي يعرف بالجهاز الصوتي، حيث أنَّ الحالة من الناحية العامة للمقدم أو المتحدث أو الملقى تعمل في التأثير القوي والمباشر وهذا على عملية الإلقاء وتقديم الإعلامي والإذاعي كما وأنَّ الصوت البشري يعمل على حُكمة حالتان مهمتان وهما على النحو الآتي:
- الحالة العقلية.
- الحالة العاطفية و الوجدانية والمشاعرية.
وتقول الكتب الخاصة بعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي بأنَّ الصوت الخاص بالإنسان يتأثر بكل من الحالة العقلية والعاطفية أي النفسية إلى جانب تأثره بطبيعة الجهاز العصبي الذي يعمل بالتأثير في دوره على طبيعة الأداء وكذلك القراءة والعمل على تقديم الدروس أو الموضوعات ذات الطابع الإذاعي والتلفزيوني.
إضافة إلى ما سبق ذكره فإنَّ صوت الإنسان الملقى والمقدم يتأثر أيضاً بالحالة الصحية؛ ولهذا السبب فإنه يمكن الإقرار والاعتراف بأنَّ الصوت البشري الإنساني ليس ذلك الشيء المنفصل أو المستقل أو القائم بحد ذاته، وإنَّما يتمثل ذلك في الحالة الكلية للشخص المؤدي بما فيها تلك الحالة التي تخص الجهاز الصوتي إلى جانب الأعضاء المختلفة في جسمه ولهذا السبب فإنه يمكن أن نتجنب الكثير من العيوب ذات الطبيعة الصوتية إذا قام الملقى بالاهتمام بالنواحي الصحية والعضوية والذهنية والعاطفية على حد سواء.
ولهذا في الناحية الصحية و الناحية العقلية تتعلق بخاصية الصوت كما وإنها تتسبب أيضا في عيوب كثيرة وهذا كان يكون الصوت ضعيفاً أو قوياً أو محبوساً أو مكتوماً أو متهدم أو ركيكاً أو شديداً أو غيرها.
وعلى العكس تماماً فإنَّ الحالة الذهنية والعاطفية يمكن أيضاً أن تؤدي إلى أن يكون الصوت يتميز بالمرح والضحك والمفعم بالحيوية والنشاط، ولهذا السبب كان من الضروري أن تعمل الجوانب الذهنية والعاطفية والعقليه مع بعضها البعض وفي آن واحد مترافقين ومتوافقين مستمر، كما ويجب أن تعمل تلك العناصر أو الجوانب الثلاثة السابقة ذكرها بدقة؛ وهذا لكي يخرج التعبير بشكل سليم والمطلوب وصحيح.
كما وأن الكتب الخاصة بعلم فن الالقاء الإعلامي و الإذاعي تقول أنَّه من الواجب على الملقي أو المقدم الإعلامي أن يعمل على تريح العضلات المختصة بعملية صنع الكلام وهذا لكي تعمل على تأسيس تلك النغمة ذات الطبيعة الصوتية الصحيحة والمناسبة وهذا من خلال الانسجام مع الحالات ذات الطبيعة ذهني والعاطفية التي تعمل في النهاية على تشكل طبيعة الصوت و تميزه عن غيره من المتحدثين أو الملقين أو المتقدمين على حد سواء.
ومن المفروض على الفرد الإعلامي أن يتدرب حيداً على الصوت من حيث الطبقات الصوتية المختلفة بتلك الطريقة أو الأسلوب الإعلامي الحقيقي والناجح الذي بدوره يؤدي إلى التأثير على مسمع ووقع المتلقين من الجمهور المستهدف، والتي تعمل في نهاية الأمر بوضعه كإعلامي في خانة الناجحين في التقديم والالقاء الناجح، وأخيراً نجاح البرنامج الإعلامي بشكل كامل من كافة الجوانب التي يتضمنها.
إذن يتضح مما سبق ذكره أنه من الواجب على الفرد الملقى أو المقدم الإعلامي أن يتجه إلى تعميق مفهوم الصوت و خصائصه بشكل خاص وهذا لأنَّ الصوت الإعلامي يؤدي في نهاية الأمر إلى نجاح البرنامج الإعلامي بشكل عام.