تطوير إدارات العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية:
تهدف أجهزة العلاقات العامة إلى تحديث العملية الإدارية للجهاز الحكومي، من خلال تزويده بالمعلومات الدقيقة عن اتجاهات الرأي العام، كما تساعد في اكتشاف مستوى التأثير الذي تمنحه القوى الاجتماعية في المجتمع نتيجة لتطور دور الدولة واتساع مهامها حتى شملت أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها، فقد زادت المشاكل التنفيذية التي تقابلها، وزاد عدد الوزارات والأجهزة الحكومية، وتضاعفت أعداد العاملين فيها؛ ممّا استدعى ضرورة الاهتمام بالعلاقات الجيدة مع الجماهير وإنشاء وحدات متخصصة في العلاقات العامة.
ولكي تنظم هذه العلاقات يجب بناء وتعزيز الثقة بين المؤسسات الحكومية وجماهيرها؛ الأمر الذي استدعى وبشكل مهم إلى توافر قنوات اتصالية كثيرة بين الحكومة بالمواطنين، فالحكومة بالمصطلح الجديد تُعدّ مسألة إدارية معقدة نتيجة تداخل أدوارها المتعددة، التي تحتاج بالضرورة لشرح وتفسير وتوضيح؛ حتى تستطيع أن تبقى على صلة مباشرة بالمواطنين، والإدارة الحكومية المؤثرة تنمو وتزدهر من خلال قربها من المواطن ومشاكله، فقد أثبتت التجارب أن استقرار الدول وتطورها مرهون بطبيعة العلاقة السائدة بين الحكومة ومواطنيها.
فعندما يتم التفاعل بين الحكومة والمواطنين؛ تقل الفجوة فيما بينهما وينتشر التفاهم، والعكس أيضاً صحيح، فحين تغلق أبواب التواصل والحوار تتسع الفجوة وتبرز المشكلات والأزمات والخلافات، وتنعدم الثقة، ولا يتوقف الأمر عند حدود العلاقة التي تربط الحكومة بمواطنيها؛ بل قد يتعدى ذلك ليمتد إلى خارج الحدود، فالدول لا تعيش منعزلة؛ بل متفاعلة مع محيطها الدولي. وتزايد أهمية العلاقات العامة في كل المجالات، وأصبح هناك أهمية للاعتماد على العلاقات العامة باعتبارها شكل من أشكال الاتصال الإقناعي؛ الذي يُحدث الأثر في اتجاهات الجمهور وممارسته.
ويجب الحصول على دعم الرأي العام وتعزيز جسور الثقة والتواصل بينه وبين الحكومة؛ وذلك من خلال تزويده بالمعلومات الصائبة والاعتماد على الصدق والأمانة في إيصال المعلومات إليه، والقيام بشرح أهداف النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتعارف عليه في الدولة، وشرح القوانين الجديدة وأي تغييرات أو تعديلات في القوانين، بالإضافة إلى شرح مسوغات اتخاذ هذه القوانين أو التعديلات التي تجري عليها.
بالإضافة إلى تعزيز الإحساس بالمسؤولية عند المواطنين من خلال وسائل الاتصال، ويتم توعية المواطنين لما فيه مصلحتهم والمصلحة العامة وتعزيز العلاقات مع الجمهور الداخلي والخارجي، وأهمية إخبار المواطنين بالخدمات والوظائف التي تزاولها الحكومة؛ حتى يمكن أن يسهم فيها ويستفيد منها بالكامل.