ينتقل صوت المُذيع أو المُقدم أو المُلقي بشكل عام إلى مسامع الجمهور المتلقي المستهدف بواسطة الوسائل الإعلامية التي خصصت لهذا الغرض، كالإذاعة أو التلفاز أو غيرها من الوسائط والوسائل الإعلامية، وتعتبر حاسة السمع هي الحاسة الأكثر أهمية بالنسبة للمُلقي لكي يوصل المعلومات أو البيانات التي يقولها إلى الجمهور المتلقي، ولهذا السبب فإنَّه من الواجب على الفرد المُلقي أن يدرس جيداً كل ما يتعلق بالمحيط السمعي الخاص بالمتلقين بشكل عام على اختلاف أنواعهم وأجناسهم، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث بشكل خاص عن المقصود بالمحيط السمعي ذو الاهمية الكبير بالنسبة لعملية الالقاء.
ما المقصود بالمحيط السمعي ذو الأهمية الكبير بالنسبة لعملية الالقاء
في الصحافة والإعلام وبخاصة في علم فن الإلقاء والتقديم الإعلامي، فإنَّه يتواجد ما يُعرف بالمحيط السمعي في جسم الإنسان، حيث يمكن تعريف المحيط السمعي في فن الإلقاء الإعلامي على أنَّه:
يعتبر المحيط السمعي في جسم الإنسان هو الأذن بشكل خاص حيث هو أوسع بكثير من نطاق المجال المرئي الخاص بالعين الإنسانية، حيث أشارت الدراسات الإعلامية أنَّ الإنسان يسمع الصوت من مصادره المختلفة وهذا ضمن المحيط السمعي الكروي الذي يبلغ مقداره ما يصل إلى ثلاثمائة وستين درجة، حيث أنَّ رأس الفرد يقع في مركزة بشكل تقريبي.
وكل ما سبق ذكره يُعني أنَّ صوت المُلقي أو المُقدِّم يصل إلى مسامع الكائن البشري” الإنسان” وهذا من مختلف الجهات والزوايا دون استثناء، وهذا في حال أنَّه لا يوجد هنالك المعوقات التي تمنع وصول الصوت إلى مسمع الجمهور المتلقي من المصدر الخاص به إلى أذنهم” جهاز السمع في جسم الإنسان“.
ومن بين المعوقات التي تمنع من وصول الصوت من مصادرها إلى جسم الإنسان هي على النحو الآتي:
- أمراض أذنية مختلفة قد تصيب جهاز السمع الخاص بالمتلقي.
- توافر الجدران التي تعمل على منع وعزل وصول الصوت من مصدره إلى الجمهور المستهدف المتلقي.
ومقارنة بهذا الأمر فإنَّ مجال الرؤية في جسم الكائن البشري ينحصر وهذا ضمن زاويتين خاصتين بالرؤية فقط، الأولى هي زاوية أفقة، والأخرى رأسية، وكل واحدة من تلك الزوايا يبلغ مقياسها مائة وثمانين درجة وهذا في الاتجاه الأمامي من ناحية عين الشخص فقط.
ونتيجة لهذا الأمر فإنَّه يمكن القول بأنَّ الحجم المتعلق بالمعلومات والبيانات ذات الطابع الصوتي والتي يتم وصولها إلى مسامع الكائن البشري” المتلقي“، تصل إليه ضمن مدَّة زمنية أكبر بكثير من المدة الزمنية التي تحتاجها حجم المعلومات التي تصل إلى عين الإنسان في طات الزمن.
ويرجع السبب في هذا الأمر إلى القدرة السمعية” أذن الإنسان” على استيعاب وفهم الصوت وهذا من مختلف الاتجاهات الصوتية” المحيط السمعي” أكبر، حيث أنَّ هذا الأمر يؤدي في نهايته إلى استقبال الأصوات وتلقيها بشكل متتابع، على النحو الآتي:
- إمَّا على شكل أحدهما يتبع الآخر.
- أو على شكل متداخل هارموني” أي بمعنى صوتان متداخلات يصدران في ذات الوقت وفي آنٍ واحد”.
في الوقت الذي لا يستطيع به جهاز الرؤية في جسم الإنسان:” العين البشرية” من تلقي أو استقبال المعلومات أو البيانات وغيرها من أشكال النصوص الإعلامية والصحفية إلَّا فقط على الشكل المرئي” الصور” وهذا بشكل متسلسل ومتتابع، في البعض من الحالات القليلة، فإنَّ عين الإنسان تعمل على التقاط الانتقال التدريجي وهذا عند الانتقال من صورة إلى أخرى والذي يُرف في علم الإعلام والاتصال على أنَّه:” Dissolve“.
وبالنهاية يمكن القول بأنَّ الكلمة أو الجملة التي يقولها الفرد المُلقي أو المُذيع أو المُقدِّم الإعلامي بشكل عام لها التأثير المهم على مسامع الجمهور المتلقي المستهدف، فإمَّا أن تقوم تلك الكلمة على جذب وجلب انتباه الفرد المتلقي بواسطة تأثير لفظها على وقعه ومسمعه وبالتالي نجاح الفرد الإعلامي واعتباره إعلامي مُلقي ناجح، أو أن تُبعد المتلقي عن البرنامج الإعلامي بسبب الطريقة أو الأسلوب الذي من خلاله قام المُقدِّم على ألقاء تلك الجمل والكلمات وبالتالي لم يُحدث التأثير المناسب وبالتالي فشل البرنامج الإعلامي ككل.
ولهذا السبب فإنَّ تخصص الإعلام والاتصال والصحافة تطلب على الدوام من الفرد الذي يُريد أن يُصبح إعلامي مُقدِّم ومُلقي ناجح كان لا بُدَّ له من دراسة كافة الجوانب المختلفة والمتعلقة بالمحيط السمعي بشكل خاص الخاص بوقع ومسامع المتلقين الذي يُثير مشاعر وأحاسيس المتلقين بشكل عام.