بعد مرحلة العلم والإدراك ومرحلة محبة التخصص والاهتمام به تأتي مرحلة التقييم والموازنة الفكرية اللواتي يعتبران من أوائل المراحل في العملية الإلقائية.
ما المقصود بمرحلة التقييم والموازنة الفكرية في عملية الإلقاء
لعلم الإلقاء الاتصالي والإعلامي مراحل مهمة تؤدي بالعملية الإلقائية إلى أعلى مستويات النجاح فيها، ولهذا فإنَّ الكائن البشري إذا ألم بالمعلومات التي تتعلق بالعملية الإلقائية ثم انغرس في قلبه حب هذا العمل والاهتمام به، فإنَّه ليس من الضروري عليه أن يتبنى كل الاتجاهات المتعلقة بهذا العلم، ولكن عليه أن يُجري عملية الموازنة والتقييم وهذا فيما يمتلكه من اتجاهات، واتجاهات هذا العلم بشكل عام والموازنة ما بين المصالح والخسائر التي من الممكن أن تنتج عن الاهتمام بهذا العلم ومعرفة جميع جوانبه، وعلى أساس هذه الموازنة فإنَّه ينتج عنها إما تبني سلوكيات هذا المنهج أو رفضها والبعد عنها تماماً.
وتعتبر عملية ومرحلة الموازنة ذات الطابع الفكري أو حتى الثقافي من بين المراحل المهمة الأولى في أثناء ممارسة العملية الإلقائية أو حتى اتخاذ الإلقاء الإعلامي والانصالي مهنة للملقي بشكل عام، وهي تلك المرحلة التي تؤدي إلى الموازنة ما بين أفكار واتجاهات الجمهور والاتجاهات والأفكار التي يتضمن عليها الموضوع الإلقائي بشكل عام.
فإذا توازنت الأفكار الإلقائية والاتجاهات التي تتضمن عليها الموضوعات الإلقائية عبر الرسالة بشكل عام فإنَّ المتلقين سوف يستقبلو الرسالة تلك بنجاح، وإذا كان الموضوع الإلقائي أقل من مستوى فكر المستقبلين فإنَّه سوف يؤدي إلى فشل إيصال الرسالة، وإذا كان مستوى الرسالة أعلى من مستوى فكر الأفراد فإنَّ المتلقين سوف يستقبلون تلك الرسالة أيضاً.
ولهذا فإنَّ على الفرد الملقي أن يأخذ المعلومات الإلقائية التي تتعلق بالمراحل الاتصالية بعين الاعتبار وبجدية، لأنَّ فشل العملية الإلقائية أو نجاحها بشكل عام يعتمد على تلك المراحل المتتالية.
